الثلاثاء، 16 فبراير 2016

الإرث الثقافي لساشر مازوخ: ناتاليا كوزملينسكا ويوريو كورمينيكو



ترجمة أسماء القناص

ساشر مازوخ
لو سألت أيّ أحد في شوارع "لفيف"، رجلاً كان أو امرأة، لتسمية اثنين أنجبتهما هذه المدينة، ترعرعا فيها، ثم أصبحا لاحقاً من مشاهير العالم، حتماً ستكون الإجابة هي ليوبولد فون ساشر مازوخ، وستانيسلاف ليم، كلاهما كان كاتباً، الأول كان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والأخير في النصف الثاني من القرن العشرين. تم اشتقاق مصطلح المازوخية من اسم ساشر مازوخ، الذي كتب بكثافة عن إشباع رغباته من خلال التعرض للإساءة والإخضاع، بالرغم من أنه لا يوجد أية مصطلح مشتق من “ليم”، لكن هذا الكاتب قد قدم للخيال العلمي بعداً جديداً.
ولد ليوبولد ساشر مازوخ عام 1836م في مدينة "لفيف" في "أوكرانيا الغربية"، كان والده النمساوي من أصول اسبانية مديراً للشرطة في "لفيف"، و كانت أمه شارلوت فون مازوخ، سيدة أوكرانية تحمل دماءً نبيلة، وهي ابنة رئيس جامعة "لفيف". مازوخ الروائي، والابن الأكبر الناتج عن هذا الارتباط لم ير النور إلا بعد تسع سنوات من زواجهما، كانت مرحلة الطفولة بالنسبة لـ مازوخ حساسة جداً، إذ لم يكن من المتوقع نجاته، لكنه بدأ بالتحسن حين أعطته أمه لفلاحة أوكرانية متينة تقوم بإرضاعه، هانديزيا، من قرية "فينيكي"، التي قال عنها في وقت لاحق: أنه لم يكتسب صحته فقط منها، لكن روحه أيضاً، و منها تعلم حُب الأوكرانيين وكل تلك الأساطير السوداوية، والغريبة لشعبها. في الواقع، عاش ليوبولد في قرية لبعض الوقت، انطباعات الحياة الريفية في أرض هالشينا، الأغاني، التهويدات، والحكايات الخُرافية بقيت في ذاكرته، و كانت باستمرار مصدراً للإلهام في كتاباته اللاحقة. ككاتب للقصة القصيرة،  تمت مقارنة مازوخ بالأساتذة أمثال: موباسان، وتورجنيف، و ذلك من قبل النقاد الأدبيين في القرن التاسع عشر.
كتب ليوبولد فون ساشر مازوخ العديد من الروايات المهيبة، القصص القصيرة، والمسرحيات،  إلى جانب اشتغاله في التاريخ. و لعل "ڤينوس في الفراء" هي أفضل أعماله المعروفة، ولكن في هذه النقطة نحن مهتمون أكثر في روابطه الأوكرانية. في برلين عام 1986م،  قام بنشر رواية "Die Bluthochzeit in kiew" أو "عرس الدم في كييڤ"، كانت الشخصية المحورية في الرواية هي الدوقة أولغا، حاكمة "كييڤ" في القرن العاشر. كانت أولغا التاريخية زوجة الأمير إيغور، الذي اغتيل من قبل رعاياه في ثورة ضد الضرائب الباهظة. انتقمت أولغا انتقاماً وحشياً ضدّ قتلة زوجها، لكنها لاحقاً حكمت بحكمة وعدل، تولت أولغا بعد موت زوجها قيادة الإمارة إلى أن بلغ ابنها سفياتو سلاف سن النضج، وتحولت إلى المسيحية في عام 955م، إبان زيارة لها للقسطنطينية، و يزعم المؤرخ نسطور، الذي عاش ما يقارب مئتي سنة بعدها، أنه  كان «ثمة الكثير من الحزن في الأرض» عند وفاتها في الحادي عشر من تموز 969 م. ويقول نسطور عنها: «لقد كانت أولغا سابقة للمسيحية في بلادنا، إنها مثل نجمة الصبح التي تسبق الشمس، ومثل الفجر الذي يسبق الضوء المكتمل، ومثل القمر الذي يضيء في الليل» قدستها الكنيسة، لكن الشعب قد وصفها بالمكر كما يضيف.
بالنسبة للكاتب ساشر مازوخ الذي كان ليبرالياً إلى حدّ ما مع الحقائق التاريخية، كانت أولغا شخصية جذابة للغاية، وقام بتشريحها على نحو استثنائي. «الآن فهمت، ما فوق الحواس الحمقاء!! تحت سوط امرأة جميلة، أدركت حواسي للمرة الأولى معنى امرأة، في معطفها الفروي بدت لي كأنها ملكة مُغتاظة، ومذ ذلك الحين أصبحت أكثر امرأة مرغوبة في أرض الإله، لا شيء بإمكانه تكثيف شغفي أكثر من الطغيان، والقسوة، ولاسيما الخيانة من امرأة جميلة» هذا الاقتباس من "ڤينوس في الفراء" ربما يُساعد في توضيح انبهار ساشر مازوخ بالحكم السلافي في القرن العاشر.

«أمرَت أولغا بإيواء بعض من شعب ديرڤلياني، ثم قطع رؤوسهم بعد ذلك، و آخرون تم إقحامهم بين لوحين خشبيين في أعلاه تجلس امرأة سمينة، أولئك اللذين في الأسفل اختنقوا ببطء حتى الموت، أمّا البقية تم تقييد أيديهم وأرجلهم، وإغراقهم في باطن للأرض. الدوقة الكبرى، الصورة الحية لآلهة الانتقام، امتطت الفحل الأبيض، حصان زوجها المقتول، مصحوبة بالشباب المتغطرس الذي ينتمي لطبقة البويار، تم اقتياد الأحصنة برشاقة وتحد فوق كل تلك الأجساد التي اتخذت من السجود هيأة لها، لقد تم سحقها تماماً تحت حوافر الخيول، و لم يغادروا إلا حين لفظت آخر ضحية أنفاسها. فقراء شعب ديڤرلياني أُحرقوا. اتقدت النيران، وتوهجت، كلما التهمتهم ألسنة اللهب بكوا وصرخوا كالبهائم المتوحشة من الألم الذي لا يطاق. حُفرت حفر كبيرة في الأرض، في كل حفرة عشرة أشخاص دُفنوا أحياء، وعلى كل جانب من البوابة كان هناك هرم من الرؤوس المقطوعة، لقد تكدّس شعب ديڤرلياني حتى ارتفعوا إلى السماء. المرأة القاسية أولغا أمرت بمعاقبة الحاكم بقطع يديه وقدميه، نجا المسكين، لكنه قضى بقية حياته تحت منضدة الدوقة ملتقطاً بلسانه فتات الخبز المتناثر على الأرض.»
عاش ساشر مازوخ طفولة هادئة، حتى شهدت أوروبا الاختلاج الثوري عام 1848م، على العكس من الصورة النمطية اليوم لضابط الشرطة، كان والد ليوبولد على قدر عالي من الثقافة، فبالإضافة لكونه مديراً للشرطة كان مديراً لجمعية هاليتسكي للموسيقى. لسوء الحظ، تطلبت الاضطرابات التي حدثت عام 1848م تدخل والده المباشر للتعامل مع هذه الفوضى، لكن الإجراءات التي اتخذها جعلت منه شخصية غير شعبية تماماً. الكونت هولكوفسكي، محافظ "غاليسيا" المُعين حديثًا (هاليشينا التي كانت في ذلك الوقت تحت السيطرة النمساوية) جَعل مدير الشرطة كبشاً للفداء نتيجة قمع عنيف للثوار، وتمت إقالته في ذلك الوقت من منصبه من أجل استرضاء سكان "لفيف" الساخطين، حتى أن الكونت نفسه حل مجلس الشرطة. غادرت عائلة ساشر مازوخ "لفيف" وانتقلت إلى "براغ" حيث تلقى ليوبولد مازوخ تعليمه، أولاً في الجمنازيوم (مدرسة في ألمانيا والدول الإسكندنافية أو وسط أوروبا تُعد التلاميذ للالتحاق بالجامعة) ثم في جامعة محلية، وبعدها تابع تعليمه في جامعة "غراتس". يقول جيمس كاتب سيرة مازوخ الذاتية: «درس مازوخ بحماسة شديدة، حتى أنه حصل على الدكتوراه في القانون عن عمر يناهز 19 عاماً، وبعد فترة وجيزة أصبح محاضراً عن التاريخ الألماني في غراتس».
مع ذلك كان هناك انقطاع قصير في تعليمه، في ثورة 1848م.. تلقى الشاب مازوخ صفعة قاسية تحت ظل الحراك الشعبي، ساعد فيها بالدفاع عن الحواجز بجانب سيدة شابة من قريباته، صُورة المرأة القوية مع المسدس المثبت في حزامها،  هي الصورة التي أًحبّ مازوخ استحضارها في رواياته «بعد هذا الانقطاع الوجيز تابع مازوخ تعليمه بتألق، ولعبت أذواق والده الجمالية دوراً مهماً في ذلك. كانت الأدوار المسرحية المعدة للهواة من صالحه، حيث تمت تأدية حتى مسرحيات غوتيه، وغوغول العظيمة». الموت المفاجئ لشقيقته المفضلة كان حادثاً مأساوياً غيره إلى حد كبير، أصبح الصغير ساشر مازوخ جدياً وهادئاً، و دائماً كان يعتبر هذه الكارثة حدثاً مفصلياً في حياته.
 بعد ما بدأت مهنته في التعليم تخلّى عنها من أجل الأدب، الأدب الذي تابعه إلى آخر حياته تقريباً دون انقطاع. كمواطن نمساوي، شارك في حرب 1866م في "ايطاليا"، وبعد معركة سولفرينو تم تقليده وساماً لشجاعته في الميدان. تدريجياً، اكتسب مازوخ سُمعة في أوروبا بفضل رواياته وقصصه.
بقيت ذكرى أوكرانيا عالقة مع ساشر مازوخ طوال حياته، وكان الثيم الأوكراني سمة ثابتة في جميع أعماله. لقد فتحت رواياته التاريخية للقراء الأوروبيين عالماً غريباً في الوقت المبكر من التاريخ الأوكراني، من كاربات أبروشكي (كانت مجموعة خارجة عن القانون اشتهرت بالنبل والنضال من أجل الحرية، تواجدت في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن العشرين) كان زعيم أبروشكي الباسل أوليسكا دوڤبوش الذي عادة ما يُقارن بروبن هود قد تمت خيانته من قبل العدو على يدي الجميلة والغادرة دزڤينكا. اشتدت ميول ساشر مازوخ الرومانتيكية في ماضي أوكرانيا النابض بالحيوية، وذلك عن طريق أعمال عدد من الكتاب البولنديين في الفترة الرومانتيكية. من المعروف أن ساشر مازوخ قَرأ أشعار سيويرين غوتشنسكي عندما كان صبياً. غوتشنسكي، الشاعر البولندي الذي جلب الجذور  الأوكرانية في الشعر البولندي. بالصدفة، غوتشنسكي كان مساهماً نشطاً في التمرد ضد الحكم النمساوي في "لفيف"، و بصفة مازوخ الأب رئيساً لشرطة "لفيف"، حاول بأقصى جهده إيجاد هذا الشاعر و اعتقاله، لكن محاولاته باءت بالفشل.
 ربما تعزى غرابة ميول ساشر مازوخ النفسية والجنسية إلى أحداث معينة في طفولته قد أثرت وبقوة على الجانب الجنسي في خياله. كطفل، كان منجذباً بشكل كبير لأية شيء تكون القسوة ثيماً له، لقد أحب دوماً النظر إلى صور الإعدام، وكانت القصص التي تناولت الشُهداء هي قصصه المفضلة. ربما قرأ أو سمع عن نساء "غاليسا" اللاتي إما كانت لهن سُلطة مُطلقة على أزواجهن أو جعلن مِنهم عبيداً. في سن العاشرة، شهد ليبولد مشهداً كانت فيه الكونتيسة تضرب عشيقها، وبعد ذلك قامت بجلد زوجها، ثم ضربت الصبي لكونه شاهداً بشكل غير مقصود، الألم كان ساحقاً، لكنه كان يشعر بلذة غريبة. كما صرح كاتب سيرته، خلال جزء كبير من حياته أصبحت المرأة له مخلوقاً يحمل له الحب والكره في آن واحد، المخلوق الذي جماله ووحشيته مكنته من أن يطأ بقدمه على أعناق الرجال. السوط، والفرو، أيقونات ساشر مازوخ العاطفية المفضلة، تجد تفسيرها في هذه الحادثة المبكرة من عمره، لقد اعتاد مازوخ أن يقول لأية امرأة جميلة: «أود لو أراها في الفراء».
تتجلى القسوة في العديد من أعمال ساشر مازوخ.. امرأة جامحة، سادية، تنغمس في تعذيب عشاقها، وأيضاً هناك الرجال الذين تورطوا مع الجلادات الجميلات. رواية ساشر مازوخ "ڤينوس في الفراء" هي مجرد جزء من سلسلة ملحمية مكونة من ستة أجزاء، استوحاها مازوخ من "تراث قابيل" يحتوي كل جزء منها على عدد من القصص التي تتناول الحب، الامتلاك، الدولة، الحرب، العمل، والموت. وكانت "ڤينوس في الفراء" التي تم نشرها لأول مرة عام 1870م قد تناولت الحب محوراً لها. يذهب ساشر مازوخ إلى أن كل الناس على هذا الكوكب هم أحفاد قابيل، وبذلك كانوا على وجه الاحتمال عدائيين وعنيفين. «الرجال والنساء بطبيعتهم ليسوا إلا أعداءً لبعضهم البعض، من الممكن للحب أن يوحدهم إلى مخلوق واحد، لكن ذلك فقط يكون للحظة وجيزة.» مقولة غوتييه «أن تكون المطرقة أو السندان» تنطبق بشكل خاص على العلاقات مابين الرجل والمرأة. ساشر مازوخ لم يصف أبداً في تفاصيله أية أفعال جنسية أو حتى انحراف جنسي، على العكس من الماركيز دي ساد الذي تناولها بأريحية في أعماله. جيل دولوز الفيلسوف الفرنسي قد قال: «من المفارقات أن مازوخ نزع الجنس عن الحب تماماً.. و قام بتجنيس كل تاريخ البشرية».
تضخمت شهرة مازوخ الأدبية ابتداء من العام 1870م، ونُقلت رواياته من الألمانية إلى لغات عديدة منها الفرنسية، و كان لها الفضل في تكوين سمعته، حتى أن الحكومة الفرنسية منحته وسام جوقة الشرف، و تمت الإشادة بأعمال مازوخ من قبل النقاد المعاصرين. في عام 1890م، ريتشارد ڤون كرافت إيبينغ (1840-1902) عالم النفس وطبيب الأعصاب الألماني الذي كان جل تخصصه يتناول النشاط الجنسي البشري، صاغ مصطلح "المازوخية" لوصف اضطراب نفسي جنسي تتحقق الاستثارة الجنسية فيه من خلال الألم الموجه تجاه الذات. من الممكن أن تختلف كمية الألم.. من طقوس الذل مع القليل من العنف.. إلى الجلد والضرب الشديد. لا يبدو ساشر مازوخ سعيداً مع شعبيته التي اكتسبها عن طريق الطبيب كرافت إيبينغ، و قال أن هذا المصطلح الطبي واستخدامه الفضفاض من الممكن أن يتسبب في سحق سمعته الأدبية، ومن الممكن أن يتم احتقار أعماله على نحو فظيع. أثبتت مخاوفه كونها مبررة حقاً، تم نسيان إرثه الثقافي باستثناء "ڤينوس في الفراء"، وعاش مازوخ في ذاكرة البشرية باعتباره في المقام الأول الشخص الذي تم اشتقاق أشهر الاضطرابات الجنسية من اسمه.
مع ذلك، شَكلت أعمال ساشر مازوخ تحولاً تاريخياً من الواقعية الأدبية والوضعية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إزاء سبر أغوار الجوانب المظلمة من الطبيعة البشرية. ليس من قبيل الصدفة كون سيغموند فرويد في أواخر القرن التاسع عشر قد بدأ بالتنقيب داخل اللاشعور، و قد وصف فرويد في أحد أعماله اللاحقة الطابع السلافي مدعياً أن من أهم سماته المميزة هي «المازوخية المعنوية».
 رواية ساشر مازوخ "عرس الدم في كييف" التي تم ذكرها في بداية المقال تعكس مازوخيته، وافتتانه بالجميلات الساديات، وأيضاً وجهة النظر الرومانتيكية للتاريخ الأوكراني. ككاتب، أعاد خلق الخلفية التاريخية للقرن التاسع عشر بصورة جيدة نوعاً ما. نظراً لحالة المعرفة التاريخية في عصره، وفر مازوخ ثروة من التفاصيل الغير معروفة، ليس فقط للقارئ العادي، لكن أيضاً لمؤرخي أوروبا الغربية. أوصافه لمراسيم الجنائز والصحوة للآلهة الوثنية والحياة اليومية قاربت الدقة الأثنوغرافية، حتى أن المؤلف يذهب إلى استخدام الكلمة الأوكرانية القديمة "mohyla" التي تمت تهجئتها للاتينية إلى كلمة "barrow" وهي كومة كبيرة من التراب أو الحجارة وُضعت على موقع الدفن.
وصْف ساشر مازوخ للوثنية والمسيحية التي تواجدت جنباً إلى جنب في المراحل المبكرة من تاريخ الكيفيين تطابقت فعلاً مع الأبحاث التاريخية والأثرية، وفي نفس الوقت الرواية تزخر بالترخيص الشعري، حتى أن الجغرافيا قد خدمت أهداف المؤلف ووجهة نظره تجاه الأحداث التاريخية، لكن ما وراء التاريخية والابتكار يقف شغف ساشر مازوخ وميوله الرومانتيكية. الملكة، الجميلة، القاسية، الفخورة المتغطرسة، الأنانية. المخلوق الذي وحشيته وجماله مكنته من أن يطأ بقدمه على أعناق الرجال، هذا المخلوق يجسد الشخصية المحورية في رواياته.
بعد كل شيء، كان ليوبولد ڤون ساشر مازوخ أول مازوخي اعترف لذاته.
«وضرب الرب القدير سبحانه فأسلمه ليدي امرأة»  (إنجيل يهوذا)


المرجع: The cultural legacy of Sacher-Masoch by Nataliya Kosmolinska and Yury Okhrimenko

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق