السبت، 15 فبراير 2014

حياة جورج باطاي (كرونولوجيا): ميشال سيريا

ترجمة: محمد أسليم

1897
مولد جورج باطاي في بيوم، ببوي دُو دومْ. اسمُ أبيه جوزيف أريستيد باطاي، وكان أبوه هذا مريضا بالزَهري وكفيفا. لم يعش باطاي سوى مدة قصيرة في بيوم، بدون شك إلى أن بلغ ثلاث سنوات أو أربع، ويُحتمل أنه لم يعد إليها إطلاقا.

1901-1912
يستقر جوزيف أريستيد وزوجته ماري أنطوانيت وابناهما مارسيال وجورج في ريمس. يُسجَّلُ جورج في ثانوية الذكور بريمس، حيثُ يبدأ دراسته، ويواصلها حتى يناير 1913. وبطلب منه، سوف يلتحق بداخلية المؤسسة، فرارا من تدهور حالة عائلته. التي سيقول عنها ج. باطاي: «أبٌ مريضٌ جدا، يصرخ بسبب الألم، و«مجنون»، وأمٌّ تعيشُ كابوسا». وتلتقي شهادة الأخوين حول هذه الوضعية على الرغم من اختلافهما في بعض النقاط.

1913
في شهر يناير، يغادر الثانوية، إذ «تمَّ طرده عمليا» خلال السنة الدراسية. وفي أكتوبر الموالي سوف يُسجَّلُ في إعدادية إيبراناي، تلميذا داخليا في السنة الأولى بكالوريا.

1914
جورج باطاي صغيرا مع والده
تُعتَبَرُ سنة محورية في حياته، حيثُ سيقطع أواصر الصلة بعدم تديُّن أسرته («أبوه كافر، وأمه غير مبالية بشؤون الدين»)، ويعتنق الكاثوليكية في شهر غشت، ثمَّ سيكتشف أنَّ «مهمَّته في هذا العالم هي أن يكتب، وعلى الخصوص أن يُطوِّرَ فلسفة متناقضة».
في شهر غشت، سيغادر ريمس بمعية والدته (كان أخوه في الجبهة) تاركا والده تحت رعاية خادمة بيت. وسوف يعش ذلك الهروب باعتباره تخلٍّ: «تخلينا عنه أنا وأمي، أثناء الزحف الألماني، في غشت 1914». يعود إلى اجتياز بكالورياه الثانية في الفلسفة، بالمراسلة.

1915
يفكّر في أن يتوجه إلى الكهنوت، أو أن يصير راهبا. تعاني أمُّه من هذيان اكتئابي، وتحاول الانتحار. ترفضُ أن يلتحق بأبيه في ريمس. وفي يوم 6 نونبر، في السادسة صباحا، توفي الأب وحيدا في ريمس. لن ترَه زوجته وابنه إلا ممددا في النعش: «لم يقلق أحد على وجه الأرض، ولا في السماء، من أنَّ أبي كان يحتضر».

1916
يدخل شهر يناير (كانون الثاني). لن يلحق بالجبهة. يسقط مريضا (بالرئة)، يشفى في يناير 1917، أي بعد انصرام عام. يدوِّن ملاحظات، ثم يتلفها، يسميها وبشعور من «الفخر الحزين» يضع لها عنوان: «تحية لقيصر»

1917
يطرَدُ، فيعود إلى ريوم-إس-مونتاني، متمسكا بورعه وتقواه. «نادرا» ما يبقى أسبوعا «دون أن يعترف بخطايا(ه)». يفرض على نفسه تربية صارمة في العمل والتأمّل. يسجل نفسه في الحلقة الدراسية سان فلور (كانتال) الأسقفية، حيث سيقضي السنة الدراسية 1917-1918.

1918
ينشر كتابه الأول، باسمه: لوحة من ست صفحات تحمل عنوان «نوتردام دي ريمس». يغادر الحلقة الدراسية، لكن دون أن يتخلى تماما عن فكرة الكهنوت أو الرهبنة. يُقبل في السنة الأولى بمدرسة شارت في باريس، فيستقر في العاصمة.
لا يزال يُظهرُ ترددا بين الحياة العلمانية والحياة الدينية. مع ذلك، يبدو أنَّ رغبته الأكثر حسما هي أساسا السفر إلى الشرق. في شتنبر، يقيم في لندن لإجراء بحوث في المتحف البريطاني، فيعقد أول اتصال، بالصدفة، مع «الفلسفة»، إذ يتناول وجبة عشاء مع هنري برغسون. مناسبة ستقوده إلى قراءة كتاب «الضحك» لبرغسون قراءة مستعجلة سرعان ما ستخيب ظنه. إلا أنه، ورغم هذه الخيبة، سيكتشف كم الضحك ضروري: إنه جوهر العوالم ومفتاحها. بعد إنهاء بحوثه في لندن، سيقضي أياما في دير كَار بجزيرة وايت. ويبدو أنَّ هذه الإقامة وإن كانت قد أنهت تطلعه لأن يصير راهبا، فهي، على عكس ما سوف يقول، لن تضع حدا لإيمانه.

1922
بين 30 يناير و1 فبراير، يُناقشُ أطروحة تخرجه من معهد شارت، فيُعيَّن محافظا لأرشيف الوثائق. وخلال شهر فبراير، يسافر إلى إلى معهد الدراسات العليا الإسبانية بمدريد، والذي سيُطلق عليه في وقت لاحق دار فيلاسكيز. في 22 ماي، يُشاهدُ في حلبة مصارعة الثيران بمدريد، وفاة مصارع الثيران الشاب مانويلو غرانيرو، حيثُ غرز الثور أحد قرنيه في عيني المصارع وجمجمته. يحلم بالسفر أكثر من أي وقت مضى: «الشيء الوحيد الجاد في وجودنا الصغير هو أن نتحرَّك». يشرعُ في كتابة روايةٍ «تقريبا بأسلوب بروست»، وعن ذلك قال: «لا أعرفُ جيدا كيف يمكنني أن أكتب على نحو آخر». في يوم 10 يونيو، سيعيَّنُ مكتبيا متدربا في المكتبة الوطنية، فيعود إلى باريس ليلتحق بمصلحة المطبوعات في يوليوز. يقرأ كتاب نيتشه «ما وراء الخير والشر»، وستكون هذه القراءة حاسمة، إذ سيقول عنها: «... ما عساني أكتبَ، ما دام قد تمَّ التعبيرُ عن فكري كله بكل هذا الامتلاء والجمال؟». وإلى تلك الفترة، يعود -بدون شك- فقدانه النهائي للإيمان.

1923
يكتشف فرويد، كما يقوم بزيارات متكررة لليون شيستوف الذي يعلمه قراءة دوستويفسكي... ولكن أيضا قراءة كيركيغارد، وباسكال وأفلاطون، ويوجهه أكثر إلى قراءة نيتشه. وفي رسالة تعود إلى 10 يوليو، يطلعُ شيستوف عن نيته بدء دراسة حول أعماله، فيقترحُ شيستوف مساعدته، لكن الدراسة لم تر النور. في المقابل، سوف يُساهمُ في ترجمة كتاب شيستوف «فكرة الخير عند تولستوي ونيتشه».

1924
في نهاية هذه السنة، سيلتقي بميشال لَيْرِيسْ الذي سيُدخله في جماعة أصدقائه في شارع بْلُومِتْ، وكانوا يجتمعون حول الرسام أندريه ماصُّون، في مرسمه. ينوي تأسيس حركة أدبية، الإنصات «يقتضي إذعانا دائما لكل الأشياء...».

1925
يعيشُ انضمامَ أصدقائه الجدد (ليريس، ماصُّون...) بوصفه نوعا من الإقصاء. «أردت أن أجنب هذا التأثير أحبائي أو الذين كانوا يهمونني». يلتقي بالمحلل النفساني أدريان بوريل، فيتضح أنه من اللائق إجراء تحليل معه. خلال هذا التحليل، يوافيه بوريل بصور «عقاب المئة قطعة» التي التقطها كاربو في عام 1905. كان لهذه الصور دور هام و«حاسم» في حياته. يعيشُ باطاي حياة الليل، «يعاقر الخمرة»، «ويلعبُ في دوائر صغيرة حيث يرتدي سراويل رهيبة» (ليريس)، كما يتردّد بانتظام على بيوت الدعارة ونوادي النساء العاريات... يقول بروتون: في 16 يوليوز، نقل باطاي «إلى الفرنسية الحديثة واحدة أو اثنتين من أهم الفَطْرَسِيَات (هي نوعٌ شعري قروسطى، يتلاعبُ بالكلمات والأصوات ويخلو من أي معنى)»، كان مقرّرا أن تظهرا في عدد أكتوبر من مجلة الثورة السوريالية. يقرأ كتابات السورياليين، لوتريامون... كما يشرع في قراءة هيغل، ويعرفه ألفرد ميترو بكتابات مارسيل موس، فيتابع دروسه.

1926
يبدأ، أو يواصل طيلة هذه السنة، تحليله مع أدريان بوريل. ثم ينهيه قبل الأوان... في متم عام واحد. ومع ذلك، فهو يستمد منه فوائد كبرى، لا سيما – حسب قوله – قدرته أخيرا على أن يكتبَ. في مارس، تصدر الفَطْرَسِيَات في العدد 6 من مجلة الثورة السوريالية، بدون توقيع، إذ لم يرفقها باسمه ولا بحرفيه الأولين، وكان ذلك هو تعاونه الوحيد مع الثورة السوريالية. يتعرف على بريتون بهذه المناسبة. ومع ذلك، يبدو بروتون أكثر عداء من باطاي. وفقا لأقوال ليريس، فقد نعته بروتون بـ «المهووس». يؤلف كتابه «الأول» (أول كتاب سيذكره، وهو: المرحاض W.C، ويصفه بأنه «أدب مجنون بما فيه الكفاية»... «صرخة الرعب، رعبي، لا رعبُ فجوري»؛ «صرخة معارضة بعنف لكل كرامة»، إلا أنه سيُتلف المخطوط. ثم يبدأ في يوليوز التعاون مع مجلة أريستوزا، وهي مجلة فصلية متخصصة في الفن وعلم الآثار، وقد ظل يساهم فيها حتى نهاية الربع الأول من عام 1929.

1927
في يناير كانون الثاني، يصوغُ «صورة» «العين الصنوبرية»، وهي عبارة عن عين جنينية تقع في قمة الجمجمة، سوف تتيح، يوم تخترق الجمجمة، للإنسان أن يشاهد الشمس عموديا. هذه «الصورة» التي وضعها في يناير 1927، لن تتحول عنده إلى مفهوم إلا في عام 1930. في يناير كانون الثاني، يكتب «الإست السماوي»، وفيه يرد: «إذا كان الوَهَجُ مُخيفا إلى حدّ أننا لا نشاهدُ (...) الشمس أبدا، وكانت الشمس مقززة وردية مثل حشفة القضيب، ومفتوحة تتبوّل مثل صماخ، فربما لا فائدة أيضا في أن نفتح عيوننا المليئة بالسؤال في وسط الطبيعة». في يوليوز، يقيم في لندن، فتروعه مشاهدة إست قرد بارزة  في حديقة حيوان، وتلقي به في نوع من «النشوة الذاهلة». يباشر كتابة «قصة العين».
يتردّد كثيرا على ساكني شارع القصر: «حيثُ كان انفتاح كبير على رجل له نفوذ، ومكانة كبيرة، ومتوحِّد حقيقي، شكلت أعماله فلسفة متماسكة»، وهو أندريه تِرْيون.

1928
في يوم 20 مارس، يتزوج سيلفيا ماكليس، في كوربوا. يُكمل قصة العين وينشرها باسم مستعار هو اللورد أوش («لورد» تعني رب، في الكتابات الإنجليزية القديمة، و«أوش» اختصار لعبارة «في المرحاض»)، فتباعُ من هذا العمل 134 نسخة سريّا. كما يُسلِّمُ مقالا هاما إلى دفاتر جمهورية العلوم والفنون، خصصه للفن ما قبل الكولومبي، وعنونه بـ «أمريكا المفقودة»، فيُنشر في العدد XI..

1929
غلاف مجلة "مستندات"
يُموِّلُ جورج ولدنستاين مجلة جديدة، بعنوان مستندات، لتحل محل مجلة أريستوزا، فيتولى كارل إنشتاين إدراتها بينما يقوم جورج باطاي بمهمة كاتبها العام. يصدر العدد الأول في أبريل، بمساهمة أعضاء من المعهد، وقيمين على المتاحف والمكتبات... وسورياليين منشقين انضموا إلى باطاي، أمثال ليمبور، وبوافار، ودسنوس، وفيتراك، وليريس. يدير أينشتاين المجلة اسميا، بينما تعود سلطتها لباطاي، مدعوما بريفيير، فينشر في العدد الأول مقالا بعنوان «الحصان الأكاديمي»، وفي العدد الثالث مقالا مناهضا للمثالية في الظاهر، بعنوان «لغة الزهور»، فيلفتُ هذا المقال انتباه بروتون بشكل منزعج، كما يمدّ المجلة أيضا بمقال تحت عنوان «المادية». من الواضح، أنه جعل من مجلة مستندات آلة حرب ضد السوريالية. يهاجمُ المثالية مجدَّدا في العدد السادس من المجلة في مقال بعنوان: «أصبع القدم الكبيرة»، فيتصدى له بريتون (وهو أول من هاجمه) متهما إياه بالتواطؤ في عالم «قذر، خرف، زنخ، دنيء، وسفيه». سيتوقف بروتون مطولا عند هذا المقال، ويهاجمه بعنف شديد في البيان السوريالي الثاني، إذ يقول فيه وفي صاحبه: «... إنه يفكر مثل شخص فوق أنفه ذبابة، تجعله أقرب إلى الموتى منه إلى الأحياء...»؛ «إنها حالة عجز واع تعميمية»، «إنه غير صادق ومرضي»، «هذه علامة كلاسيكية على الوهن النفسي»، وما إلى ذلك. ويتهمه أخيرا بأنه يحاول أن يجمع حوله مجموعة من السورياليين المنشقين...

1930
يبادر رفقة روبرت دسنوس بالردّ على البيان السوريالي الثاني في شكل كتيب بعنوان «جثة» ويجمع عددا ممن قصدهم بروتون في بيانه الآنف، وهم: ريبيمون-ديسيني، وجاك بريفير، وكينو، وفيتراك، وليريس، وليمبور، وبوافار، وموريس، وبارون وأليجو كاربونتييه، فيصف دسنوس بريتون بـ «الروح العريانة»، وينعته بريفير بـ «فريغولي يحمل رأس مسيح خفية» و«حلم ديروليد»، ويصفه فيرتاك بـ «النصاب»، وليريس بـ «آكل الجيف»، وريبمون-ديسيني بـ «المُخبر». أمّا باطاي، فيصفه بـ «المثانة الدينية القديمة»، و«الصَّدر الرخو»، و«القيح الكتابي الأكليروسي»، و«الأسد المخصي»، و«رأس المِبصقة»، الخ.
يواصلُ سجاله مع أندريه بروتون، عن طريق رسائل مفتوحة أهمها «قيمة D.A.F. الماركيز دُ ساد الاستعمالية».

1931
تتوقف مجلة مستندات، بعد ظهور 15 عدد. يتعرف على بوريس بوفارين في «الحلقة الشيوعية الديمقراطية». وفي عام 1927، يكتب «الشرج الشمسي»، ويُصدره في شهر نونبر، مُخلَّلا بفواصل بريشة أندريه ماصون.

1932
في شهر مارس من هذه السنة، يُسلم مقالا مطولا إلى مجلة النقد الاجتماعي، بتوقيعه وتوقيع ريمون كينو، وعنوان «نقد أسس الجدلية الهيجيلية».

1933
ينشر سلسلة من المقالات في مجلة النقد الاجتماعي، منها «مفهوم الإنفاق» الذي يجب اعتباره واحدا من النصوص الرئيسية في القرن السابق (أ. تيريون)، وفي شهر شتنبر، ينشر مقال «قضية الدولة»، وفيه يقول: «يتوقف» المستقبل «كلّه على الارتباك العام»؛ و(في نونبر ومارس 1934) يُصدر مقالا رئيسيا في جزئين تحت عنوان «البنية النفسية للفاشية». ومن أكتوبر 33 إلى يناير 34، سينضمّ إلى مجموعة «الجماهير».

1934
ابتداء من يناير، سيتابع سلسلة دروس ألكسندر كوجيف حول قراءة فينومينولوجيا الروح لهيغل، وترجمتها وتفسيرها، وهو اكتشافٌ مرتبكٌ (إذ سيظل هيغل عند باطاي كوجيفيا)، إذ سيتركه «مكسورا، ومسحوقا، ومقتولا عشر مرات: مختنقا ومسمَّرا». يخطط لتأليف كتاب حول الفاشية في فرنسا، ويشارك في مظاهرة 12 فبراير في شارع فانسان. يتوقع انتصار الفاشية القادم، ويُثبتُ فشلُ التمرّد الاشتراكي في فيينا، في اليوم نفسه، صوابَ تخمينه الذي يقول فيه: «تشدّد الفاشية قبضتها، في سائر أنحاء العالم الذي سيصير قريبا غير قابل للتنفس». في شهر مارس، يصدر العدد 11 والأخير من مجلة النقد الاجتماعي.. تسوء أحواله؛ يتحدث عن أزمة خطيرة. ينفصل عن زوجته، يضاعف العلاقات العابرة، يتردّد بإصرار على بيوت الدعارة ونوادي النساء العاريات (ويتعاطى سائر الأشياء التي سيتضح أنه لن يتوقف عن ممارستها بانتظام لمدة عشر سنوات)، فيشرب الخمرة أكثر مما تسمح له به صحته. وليس من المجازفة القول بأنَّ ما سوف يقوله في وقت لاحق عن شخص ترُوبْمَان في قصة (زرقة السماء) كان ينطبق عليه: فهو «ينفق نفسَه إلى أن يقترب من الموت جراء كثرة ما يحتسيه من خمر، ويقضيه من ليالي بيضاء، وقلّة نوم». في شهر ماي، يعود إلى باريس، فيلتقي بكوليت بينيو التي لن يرتبط بها فعليا إلا في يوم 3 يوليوز، عشية رحيلها إلى النمسا مع سوفارين، ومعها بقي منذ 1930.

1935
يسافر إلى توسا دي مار في إسبانيا، لزيارة أندريه ماصون، وهناك سيمكثُ من 08 ماي إلى 30 منه، فيُنهي كتابة «زرقة السماء» (يوم 29). إنقاذُ هذا العالم من «الكابوس»، ومن «العجز والمذابح التي يغرق فيها»، هذا هو معنى «الهجوم المضاد». يتصالحُ مع أندريه بروتون وينال انضمام السورياليين إليه:
كانت «تحليلات الهجمة المضادة» من إنجاز جورج باطاي (هـ. دوبييف)، هدفه من ورائها: استرجاع «العنف الثوري»، ومحاوره: مناهضة الرأسمالية؛ ومناهضة النزعة البرلمانية، بل وحتى مناهضة الديمقراطية، وطموحه إحلال أساطير جديدة محل أسطورة الفاشية المنتصرة. والثورة ستكون أخلاقية (تحرّر الأطفال)، وجنسية (تحرّر العواطف)... وراعوها هم ساد، وفورييه، ونيتشه. في 7 أكتوبر، سيُنشر البيان الافتتاحي للهجمة بعنوان «اتحاد كفاح المثقفين الثوريين».

1936
 غلاف "أصيفال" تصميم أندريه ماصون
تشارك «الهجمة المضادة» في مظاهرة 17 فبراير الاحتجاجية ضد الاعتداء على ليون بلوم. يوزع منشور «أيها الرفاق، الفاشيون يُعدمون ليون بلوم بدون محاكمة». وفي نهاية فبراير، ستصدر نشرة بقلم بتوقيع باطاي وحده تحت عنوان: «دعوة إلى التحرّك»، وجاء فيها: «نؤكد أن الوقت قد حان، وقت الجميع لا وقت فرد واحد، للتحرك باعتبارنا سادة». في شهر مارس، سيحرّر دوتري المقرب من باطاي المنشور المعنون بـ «تحت نار المدفعية الفرنسية»، وإلى هذه الوثيقة يعود تاريخ اتهام السورياليين للباطاويين بـ «النزعة المفرطة في الفاشية». تحدثُ القطيعة مع السورياليين، ويتمّ حل «الهجمة المضادة». يقيم طيلة شهر أبريل في توسا دي مار. وفي 24 يونيو، يصدر العدد الأول من مجلة أصيفال Acéphale (رجل خُرافي مقطوع الرأس)، دين، علم الاجتماع، فلسفة، علم اجتماع، عنوان العدد الأول: «مؤامرة المقدس». وفي شهر دجنبر، سينشر نص التضحيات مرفقا بخمس لوحات بريشة أندريه ماصون.

1937
يؤسس الجمعية أصيفال السرية، وهي النسخة الباطنية للمجلة الحاملة للاسم نفسه ولكوليج السوسيولوجيا الذي سيتم إنشاؤه قريبا. وفي ذلك، يقول: «كنتُ مصرًّا على تأسيس دين، أو أن أسير في هذا الاتجاه على الأقل». يصدر العدد الثاني من مجلة أصيفال، تحت عنوان «إصلاح نيتشه». يُؤسس، رفقة روجي كايوا وميشال ليريس، معهدا للسوسيولوجيا المقدسة، ويحرّر، في شهر مارس، «الإعلان الخاص بتأسيس كوليج السوسيولوجيا»، وفي أبريل سيؤسس، بطلب من أليندي وبوريل وليريس، جمعية علم النفس الجماعي (سيكونُ موضوع دراسة سنة 1938 هو: «المواقف تجاه الموت»)، برئاسة بيير جانيت وجورج باطاي نائبا له. في شهر يوليوز، سيصدر العدد المزدوج 3-4 من مجلة العين الصنوبرية، خاصا بـ «ديونيزوس»: «العنصر العاطفي الذي يعطي قيمة مهووسة للوجود المشترك هو الموت». يقيم مع كوليت في إيطاليا، في سيين بفلورنسا... وفي سيسيليا. يذهبان إلى إتْنَا. عن هذه الإقامة يقول: « كان من المستحيل أن نتخيل مكانا كان فيه تقلب الأشياء أكثر رُعبا. عدم الاستقرار أكثر وضوحا». وفي نهاية شتنبر، سيعودُ إلى باريس، وفي نوفمبر سينعقد الاجتماع الافتتاحي لأنشطة كوليج السوسيولوجيا.

1938
في 13 يناير، سيُلقي محاضرة المدخل إلى علم النفس الجماعي، فيما سيلقي يومي 22 يناير و5 فبراير المحاضرتين الخامسة والسادسة في كوليج السوسيولوجيا، في موضوع «الجذب والتنافر». يأخذ في مخرج شارع سان جيرمان أون لاي شقة داخل منزل، 49 ب، زنقة ماريل. يتعلم اليوغا. يمارسها بطريقة غير تقليدية، لكن «(عاريا) في حالة من اليأس». يطبقها على تأمّل طريقة التعذيب الصينية التي كانَ يُقطَّعُ فيها جسدُ الشخص الصادر في حقه حكم بالإعدام إلى مائة قطعة، باستخدام ثمانية سكاكين. وفي فاتح نونبر، سيوقع مع كايوا وليريس بيانا لكوليج السوسيولوجيا حول «الأزمة الدولية»، يُدينُ «موقف شعبٍ مُصرّ على التخوف، واع بدونيته، ورافض من خلال سياسته احتمالَ نشوب حرب أمام أمة تؤسس قوميتها من تلقاء نفسها».
في يوم 7 نوفمبر، توفيت كوليت بينيوت، في سان جرمان أونلي، فانتابته أزمة عميقة، ومع ذلك سيواصل نشر مجلة أصيفال، ونشاطه في كوليج السوسيولوجيا، حيثُ سيلقي في يوم 13 دجنبر محاضرة بعنوان: «بنية الديمقراطيات».

1939
يُصدر، بمساعدة ميشال ليريس، طبعة غير تجارية للمجلد الأول من الكتابات التي خلفتها لور (كوليت بينيوت)، تحت عنوان «المقدس، متبوعا بأشعار وكتابات مختلفة». وفي شهر يونيو، سينشر العدد 5 من مجلة أصيفال، من تحريره، لكن بدون توقيع. وفي يوم 4 يوليوز، سيقدم بمفرده حصيلة كوليج السوسيولوجيا، وقد شكل هذا العرض آخر لقاء للكوليج. في أكتوبر، سيرتبط بدونيس رولان لوجونتيل. وفي 5 شتنبر سيشرع في كتابة المذنب. كما سيبدأ تحرير نص «دليل مناهض المسيح»، وسيواصل كتابته في عام 1940. وهو من مؤلفاته غير المكتملة.

1940
في يوم 11 يونيو، سيُسافر إلى أوفيرني. وفي 14، سيصل إلى فيرلوك حيثُ سيمكث مع دونيس. ثم، يعود إلى باريس. طوال هذه السنة، سيكتب مؤلفه المذنب. يقيم في 259، شارع سانت أونوريه. ينظم محاضرات-لقاءات. يقرأ مقاطع من التجربة الداخلية قيد الكتابة، ويواصل عمله في المكتبة الوطنية، كما يلتقي بموريس بلانشو «الذي تربطه على الفور به علاقة إعجاب واتفاق». وفي شهري أكتوبر ونونبر، سيكتب قصة مدام إدواردة، بوقت قليل قبيل كتابة «العذاب» (التجربة الداخلية)، ويقول إنه يجب قراءة هذين النصين معا. في ديسمبر، ستصدر «قصة مدام إدواردة»، عن منشورات سوليتير، بالاسم المستعار بيير أنجيليك.

1942
يصاب بسل رئوي، فيضطر في يوم 20 ابريل إلى مغادرة عمله في المكتبة الوطنية. يُنهي كتابة التجربة الداخلية في شهر غشت، في بوسي لوشاتو حيث يقيم لأخذ قسط من الراحة. و من شتنبر إلى نونبر، سيقيم في بانيلوز عند فيرنان (أور). ومن المفترض أن يكونَ قد كتب قصته «الميت» هناك. ومع ذلك، فسوف لن يظهر هذا النص قيد حياته. في ديسمبر، سيعود إلى باريس، فيشرع في كتابة الثلاثية المسرحية «أوريستيا»، كما سيؤلف «حياة لور»، وينشر «ضحك نيتشه» في منشورات تمرين الصمت، ببروكسيل.

1943
يقيم في باريس حتى نهاية شهر مارس، فيكتب «الكوليج السقراطي» ويقرأ لأصدقاءٍ، منهم بلانشو: «أقترح وضع مجموعة من البيانات التعليمية المتعلقة بالتجربة الداخلية. وأظن أنه لا يمكن تحقيق هذه التجربة الداخلية إذا تعذَّرَ نقلها إلى الآخرين...». يُصدِر «التجربة الداخلية. نقد العبودية العقائدية للتصوف»، في دار النشر غاليمار. وفي نهاية شهر مارس، سيغادر باريس ليستقر في فيزلاي، بالعنوان 59، شارع سانت إيتيان. يواصل كتابة العذاب، وفي شهر ماي، سيُصدر كتيبا موجها ضد نفسه، تحت عنوان «اسم الله»، بتوقيع مقربين من السريالية كثيرون منهم غير معروفين. وفي شهر يونيو، سيلتقي بديانا كوتشوبي دو بومارشيه التي لا يتجاوز عمرها 23 عاما، فتصير عشيقته. في غشت، سيبدأ كتابة «قصائد الملاك العفيف»، وينهيها في دجنبر. ينشر مع ميشال ليريس، وفي طبعة غير تجارية، المجلد الثاني من كتابات  لور (كوليت بينيوت): «قصة فتاة صغيرة». تصدر الطبعة الأولى من عمله المعنون بـ «الصغير» (المؤرخ في 1934)، تحت الاسم المستعار لويس الثلاثون، وبدون اسم الناشر. في اكتوبر، سيُنهي كتابة مؤلفه «الجاني». كما سيواصل كتابة القصائد التي سيتم تجميعها لاحقا تحت عنوان «قبر لويس الثلاثون». ينشر باتاي مقالا عنيفا تحت عنوان«متصوف جديد»، في عددي نونبر ودجنبر من مجلة دفاتر الجنوب.

1944
في فبراير، سيشرع في كتابة مؤلفه »حول نيتشه«. وفي يوم 5 مارس، سيُلقي محاضرة عند مارسيل مور في موضوع «الخطيئة»، يُشارك في مناقشتها، من بين آخرين، أداموف، وبلانشو، وسيمون دو بوفوار، وبيرجولان، وكامو، ودانييلو، ودُ غانديلاك، وهيبوليت، وكلوسوفسكي، وليريس، ومادول، وغابرييل مارسيل، وميرلوبونتي، وبولهان، وسارتر. يتصالح فعليا مع هذا الأخير. وفي مارس، سيُصدر عمله «الجاني»، عن دار غاليمار. وفي أبريل، سيغادر باريس إلى ساموا (سين إي مارن). فيعاني مجددا من داء السل، ويخضع لتنشيط الصدر واسترواحه في فونيطنبلو (على بعد 3 كلم من باريس)، وفيها سيشرع في تأليف كتابه «حول نيتشه» لينهيه في شهر غشت. يشفى من مرضه، في أكتوبر، في شهر اكتوبر، فيعود إلى باريس، ويشرع في تأليف «قصة الفئران وديانوس»، كما يكتب نص «الله أكبر. التعاليم المسيحية لدانوس»، ويُصدر «الملاك العفيف» عن دار النشر لوميساجيه. وفي عام 1944، سيؤلف نص «جوليا»، إلا أنه لن يصدر إلا بعد وفاته.

1945
في شهر فبراير، سيصدر كتابه «حول نيتشه، إرادة الحظ»، عن دار غاليمار، وفيه يقول: «في ما عدا استثناءات قليلة، رفيقي في الأرض هو نيتشه...». كما يصدر «مذكرة»، وهي مختارات حِكْمية من انتقائه وتقديمه، عن منشورات غاليمار، وكتاب «أوريستيا»، عن دار النشر الرياح الأربعة، وينشرُ «نقاشات الخطيئة» (محاضرة-لقاء 5 مارس 1944، عند مارسيل مور)، في مجلة «الله الحي»، العدد 4. وفي شهر ماي، سيستقر في فيزلاي مع ديانا كوتشوبي دُ بومارشيه. ثم سينشر، مؤلفا بعنوان «القذِر»، بالتقديم الذي كان قد صدَّر به قصته «زرقة السماء»، دار النشر فونطين. وفي شهر غشت، سيُنهي تحرير كتابه «طريقة التأمّل».

1946
غلاف مجلة "نقد"
يعمل على إنشاء مجلة جديدة، كان متوقعا في البداية أن تحمل عنوان «نقد» (بالإسبانية) Critica، لكنها ستحمل في النهاية العنوان نفسه بالفرنسية، وهو Critique. أول رئيس تحرير لها هو بيير بريفوست، أما ناشرها فهو موريس جيرودياس، تصدر عن دار النشر شين. ينشر في العدد الأول (يونيو) مقالا حول جيل مانرو تحت عنوان «المعنى الأخلاقي لعلم الاجتماع»، فيجذب انتباه أندريه بروتون. يفكر مع موريس بلانشو، وبيير بريفوست، وجان كاسو، في إصدار مجلة ستحمل عنوان «الأخبار»، وستصير في الواقع، سلسلة دفاتر تصدر عن كالمان ليفي، تحت إدارته. يظهر المجلد الأول في عام 1946: إسبانيا الحرة. لن تصدر المجلة بعد ذلك، إذ لن يصدر العدد الثاني مع أنه شبه مكتمل.
يسلم منشورات الرياح الأربع تقديما لطبعة كتاب «الساحرة» لميشليه. تربطه صداقة بميشو، وجياكوميتي وجونيت... يطلق زوجته الأولى سيلفيا التي ستتزوج جاك لاكان.

1947
في يناير، ينشر كتابه «الله أكبر، التعاليم المسيحية لديانوس»، مرفوقا برسوم توضيحية بريشة الفنان جان فوتييه، كما يُصدر «طريقة التأمّل»، عن منشورات فونتين باريس، وفيه يقول: «أفكر كما تخلع فتاة ملابسها. في أقصى حركة للفكر، يكونُ هذا الفكرُ قلة حَيَاء، بل هو الفحش نفسه». يُصدر «قصة الفئران، يوميات ديانوس»، مرفقا بثلاث مائيات لجياكوميتي، منشورات مينوي. وفي شهر ماي، تتوقف مجلة «نقد» عن الصدور ضمن منشورات شين، وتستأنف ظهورها في منشورات كالمان ليفي، حيث ستصدر من يونيو 1947 إلى شتنبر 1949، من العدد 13 إلى العدد 40.
يعيش في فيزيلاي، حيث سيعرف صعوبات مالية كبيرة. يعطي ما لا يقل عن 20 مادة لمجلة نقد.


1948
من مارس إلى مايو، يؤلف كتابا بعنوان «نظرية الدين»، وذلك انطلاقا من محاضرته «خطاطة لتاريخ الأديان»، بيد أنَّ هذا المؤلف سوف لن يُنشر. وفي يوم 17 يوليو، تجري مجلة لوفيغارو ليتيرير مقابلة معه بعنوان «خمس دقائق مع جورج باطاي»، على إثر حصول مجلة نقد على جائزة أحسن مجلة في السنة. يتولّى إدارة سلسلة جديدة في منشورات مينوي، تحت عنوان «استخدام الثروات»، وأول عنوان سيصدر فيها هو: ثروة أمريكا ومصيرها، لجان بييل. ينشر 22 مقالا في مجلة نقد.

1949
في يومي 22 و24 فبراير، يلقي محاضرتي «ما الذي تلزمنا به إرادتنا في حكومة عالمية»، و«فلسفة». كما يُصدر كتاب «النصيب الملعون»، في دار النشر مينوي، في السلسلة التي يُديرها («استخدام الثروات»)، وينشر «نمط انقسام الكائنات أحادية الخلية»، في دفاتر لابلياد. وبسبب عجزه ماديا، يعود إلى عمله كمكتبي. وفي يوم 17 ماي، يتم تعيينه أمينا لمكتبة إنْغْويمْبِرتين دُ كاربونتراس، حيثُ سيمكث سنتين. يُصدر «إيبوني. قصص قصيرة أصلية» IX، في دار النشر مينوي، وسيتم إدراج هذا العمل لاحقا في كتابه «الأب [الراهب] ج». في شتنبر، تتوقف مجلة نقد عن الصدور، في عددها الأربعين، وستظل بدون صدور لمدة عام.

1950
ينشر «الأب ج» في دار النشر مينوي. تستاء صحيفة الرسائل الفرنسية (22 يونيو) من هذا الإصدار، إذ رأت في الأب [الراهب] شخصا كان موجودا فعلا، مقاوما ومخبرا لرئيس الدير. في شهر أكتوبر، تعاود مجلة نقد الصدور، عن منشورات مينوي. يُسلمها 7 مواد، تحت عنوان «نيتشه ويسوع وفقا لأندريه جيد وكارل ياسبرس». وفي كاربونتراس، يستهل كتابة قصته «أمي» التي سينهيها، دون شك، في أورليان، إلا أنها لن تصدر قيد حياته. كما يكتب مقدمة لرواية الماكيز دُ ساد «جُستين أو مصائب الفضيلة».

1951
يتزوج نانتوا (أين) ديانا كوتشوبي بومارشي. ومن شتاء 1950 إلى مغادرته كاربونتراس، يكتب «تاريخ الإيروسية»، وكان يفكر في إصداره جزءا ثانيا لكتابه «النصيب الملعون»، إلا أنه سيدمج هذا الأخير في النسخة المقبلة لكتابه «الإيروسية» الذي سوفَ يُنشر بعد وفاته. يعيَّنُ قيما على المكتبة البلدية بأورليان. يؤلف كتاب «السوريالية، يوما بيوم»، وهو مشروع حكاية سيرته الذاتية لعلاقاته السابقة مع السورياليين. بيد أنه لم يكمله، كما لم ينشره قيد حياته. يحاول المصالحة بين سارتر وكامو في وقت أثار فيه نشر «الإنسانُ الثائر» جدلا.

1952
يلقي العديد من المحاضرات، من بينها تلك التي ألقاها يوم 24 نونبر تحت عنوان «اللامعرفة والانتفاضة». وستصدر تلك المحاضرات مع نظرية الدين بعنوان فرعي هو «الموت ضحكا والضحك موتا: آثار اللامعرفة»، وهو كتاب عام لن يقيَّد له الصدور.

1953
يحرّر، في يناير وفبراير، بأوريان، خاتمة للطبعة الجديدة من كتابه «التجربة الداخلية»، هي عبارة عن ذيل 1953. وفي فصل الربيع، يشرعُ في كتابة الجزء الثالث من كتاب «النصيب الملعون. بعد الاستنزاف» (منشور)، و«تاريخ الإيروسية»: السيادة»  (غير منشور). كما يشتغل على كتابين من المتوقع أن يصدرا عن منشورات سكيرة، الأول حول «لاسكو»، والثاني عن «ماني»، ويسلم 6 مقالات لمجلة نقد، منها «الانتقال من الحيوان إلى الإنسان ونشأة الفن» و«الشيوعية والستالينية»، و«ساد (1740-1814)».

1954
يُصدر، عن مشورات غاليمار، طبعة ثانية لـ «التجربة الداخلية»، والجزء الأول من ثلاثية «المجموع اللالاهوتي»، مزيدا بإعادة إصدار «طريقة التأمل» و«ذيل 1953» غير المنشور. كما يُجمِّّع تحت عنوان «قبر لويس الثلاثون» قصائد كان كتبها بين 1942 و1945، دون أن يكمّلها. لا يمدّ مجلة نقد بأي مقال، وفي المقابل يسلم مواد إلى «محلات الظلام» Botteghe Oscure، وهي مجلة دولية متخصصة في الأدب صدرت في روما من 1948 إلى 1959
يكتب قصائد «الكائن غير المتمايز هو لا شيء»، ويحرّر مقدمة، بعنوان «قراءة ساد»، للإصدار الإنجليزي لرواية ساد «120 يوما في سودوم».

1955
في شهر ماي، ينشر كتاب «فن الرسم في عصور ما قبل التاريخ، مغارة لاسكو أو نشأة الفن»، دار سكيرة للنشر، كما يُصدر عن الدار نفسها كتابه «ماني». ويبدو أنَّ مشروع هذا المؤلف يعود عنده إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية. يعاني من مشاكل صحية خطيرة. ومن خلال استشارة طبية يجريها له فراينكل، سيتم تشخيص تصلب في العنق، فيقول لأقاربه بأنه سيموت لا محالة. يسلم للمجلة الفرنسية الجديدة N.R.F. «مفارقة الإيروسية» (مخصص لقصة أ دُ بولين رياج) و«ما وراء الجد»، كما ينشر «هيغل، والموت والتضحية»، في العدد 5 من مجلة ديوكاليون. يقول مارتن هيدغر عنه: «جورج باطاي هو أفضل العقول الفرنسية المفكرة اليوم».

1956
عن منشورات جان جاك بوفيت، يعيد إصدار قصة «مدام إدواردة»، مزيدة، بالاسم المستعار بيير أنجيليك، وتقديم جورج باطاي. يشهد، إلى جانب بروتون وكوكتو وبولان، في محاكمة بوفيرت ناشر رواية «120 يوما في سودوم»، كما يسلم مجلّة نقد 3 مقالات (واحدة حول كتاب «المدارات الحزينة» لكلود ليفي ستروس). وينشر «الإيروسية الأساسية»، في مجلة الآداب الجديدة.

1957
في يوم 12 فبراير، سيلقي محاضرة «الإيروسية والانبهار بالموت» في الحلقة المفتوحة. كما سينشر قصة «زرقة السماء» (وكان كتبها في عام 1935)، في دار النشر ج.ج. بوفيرت. وفي ذلك يقول فيليب سولرس: «هذا الكتاب الذي انتظر 22 عاما لكي يصدر، هو المفتاح الرئيس لحداثتنا كلّها». يسقط مريضا بشكل خطير، فيدخل المستشفى مرتين. وفي شهر يوليوز، سينشر كتاب «الأدب والشر»، وهو مجموعة مقالات كان نشرها في مجلة نقد، كما سيُصدر كتاب «الإيروسية»، عن دار النشر مينوي... وفيه يقول: «يستطيع الإنسانُ أن يتغلب على ما يخيفه، ويمكنه أن يقف أمامه وجها لوجه». وابتداء من يوليوز، سيعمل في مشروع مجلة جديدة، بإدارته، وجيوردياس ناشرا، وباتريك فالديرب رئيسا للتحرير. يُخطط لإصدارها تحت عنوان «سفر التكوين»، فتصدر بالعنوان نفسه: «سفر التكوين مجلة فصلية: الجنس في البيولوجيا، وعلم النفس، والتحليل النفسي، والإثنولوجيا، وتاريخ العادات، وتاريخ الأفكار، والفن، والشعر، والأدب». تنشر صحيفة لوفيغارو الأدبية مقابلة قصيرة معه في يوم 12 اكتوبر، تحت عنوان: «الأدبُ إلى جانب الشر». كما تجري مارغريت دوراس مقابلة معه، تصدر في فرانس-أوبسرفاتور يوم 12 ديسمبر. ويسلم لمجلة نقد مقالة بعنوان: «هذا العالم الذي نموت فيه» (حول كتاب الإنسان الأخير لموريس بلانشو) .
  
1958
رغم المرض، يواصل عمله في المكتبة البلدية لأورليان، كما يشتغل مع والدبيرغ لإنجاز ملخصات للأعداد الأولى لمجلة «سفر التكوين». وفي يوم 21 مايو، يُجري بيير دوماييت مقابلة معه، حول كتابه «الأدب والشر»، وتبثُّ في برنامج «القراءة للجميع»، من إنتاج التلفزة الفرنسية. كما تخصص مجلة الشوكران La Ciguë  عددها الأول لتكريم جورج باطاي. وفي رسالة مؤرخة في 6 ديسمبر، يُنهي جيودياس مشروع مجلة سفر التكوين. ومنذ عام 1956، سيعمل على تحرير مقدمة لمؤلف خاص بمحاكمة جيل دُ ريس. يقول (في رسالة إلى كوجيف): «أيضا، تقلصتُ جزئيا إلى تأمل تسوس رأسي على الأقل: لست متأكدا من أنني لازلتُ أمتلك بعض الفرص  التي كانت لي من قبل».

1959
يبدأ العمل في مشروع كتاب في موضوع «الإيروسية»، بتعاون مع الرسام ج.م. دوكا، وكان مقرّرا أن تنشره دار جان-جاك بوفيرت، إلا أنه سيضع لهذا الكتاب عنوانا آخر، في يوم 24 يوليو، هو:  «دموع إيروس». كما سينشر مقدمة مؤلف محاكمة جيل دُ رايس، الصادر عن النادي الفرنسي للكتاب.

1960
يُبدي لأصدقائه قلقه بسبب تدهور حالته الصحية وصعوبة الكتابة، إذ قال يوم 25 مارس: «ليس للعلاج الذي أتبعه أي تأثير آخر حتى اليوم سوى أنه وضعني طريح الفراش»، وقال في يوم 15 يونيو: «تسير حالتي الصحية من سيء إلى أسوأ».

1961
في يوم 21 فبراير، سيكتب (في رسالة إلى لو دوكا): «سوف يركز نص دموع إيروس على الشعور المأساوي للإيروسية». كما سيقول في مقابلة مع مادلين شاسبال (الصحفية في مجلة إكسبريس)، في أورليان: «أظن... أنني ربما سوف أتباهى، ولكن الموت هو ما يبدو لي أكثر ما يثير الضحك في العالم... ليس لأنني لا أخشاه! إذ يمكنُ للمرء أن يضحك مما يخشاه، وأنا أميل حتى إلى الاعتقاد بأن الضحك (...) هو في نهاية المطاف ضحكٌ من الموت». تصدر مادة المقابلة في يوم 23 مارس (إكسبرس، العدد 510). وفي ماي، ينهي كتابة «دموع إيروس»، ويصدره في يونيو. كما يعيد إصدار كتاب «المذنب»، عن منشورات غاليمار، والجزء الثاني من «اللالاهوتي»، مزيدا بالنسخة النهائية من نص «الله أكبر».

1962
قبر جورج باطاي
يدون ملاحظات عديدة لتحرير نص مقدمة الطبعة الجديدة لكتابه «كراهية الشعر»، بعنوان جديد هو «المستحيل» (الألف واللام بخطين كبيرين)، ويتقدم بطلب انتقال من المكتبة العامة للأورليان إلى المكتبة الوطنية، فيحظى طلبه بالموافقة، ومع ذلك سوف لن يعمل فيها. في شهر مارس، سيستقر في مسكنه الباريسي الجديد. يفكر في مشروع إصدار نسخة معدّلة جدا من كتابه «النصيب الملعون، الجزء الأول: الاستنزاف»، لكنه توفي في صباح يوم 8 يوليو، ودفن في مقبرة صغيرة في فيزيلاي، قرب كاتدرائية. كانت جنازته بسيطة، ولم يُكتب في قبره أي نقش آخر عدا اسمه وتاريخي ولادته ووفاته: جورج باطاي، 1897-1962.

المصدر: ميشال سيريا(ماغازين ليتيرير)، يونيو 1987. (نشر خاص بالمدونة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق