الأحد، 24 أبريل 2016

دْجِيمِي هِينْدْرِيكْسْ (مَغْنَطَةٌ): زينو بيانو



ترجمة : جمال خيري





عن كتاب "دجيمي هيندريكس (مغنطة)". للشاعر والكاتب المسرحي والمترجم الفرنسي زينو بيانو. صدر الكتاب عن منشورات له كاسطور أسطرال 2010 وهو عبارة عن كتابات على حدود الشعر متأملة لحياة وأغاني وموسيقى الفنان دجيمي هيندريكس.




ضَجَّةٌ أَخِيرَةٌ
أَلْفُ صَوْتٍ يَهْمِسُ
وَالْهُتَافَاتُ تَنْقَطِعُ
أُحِسُّ رِيحَ رِئَتَيَّ
وَحْدَهُ
نَفَسِي يَتَمَادَى
أُحِسُّ سُرْعَةَ الضَّوْءِ
أُحِسُّ سُرْعَةَ
اللاَّمُنْتَهِي
سُرْعَةَ الشَّسَاعَةِ
وَالرِّيحُ تُوَشْوِشُ يَا مَارِي°
***

أَطْفُو
أُصِيخُ
إِلَى مَا يُنْبِئُنِي بِهِ قَلْبِي
عَزْفِيَ الْمُنْفَرِدُ يَغْدُو بَجِيساً
أَمْخُرُ حَدَائِقَ سَيَّالَةٍ°
قَصِيًّا فِي رَمْلِ الْأَرِزُونَا الْأَحْمَرِ°
أَنَا بَوْصَلَةٌ
بَوْصَلَةٌ تُعَيِّنُ الْجَنُوبَ
مُنْتَهَى الْجَنُوبِ
أُثَبِّتُ نَظَرِي
عَلَى الْقُطْبِ الْجَنُوبِيِّ
وَرَغْمَ كُلِّ التَّيَّارَاتِ
سَأَمْضِي نَحْوَ الْجَنُوبِ°
حَيْثُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَكُونَ حُرًّا°
***

لَمْ
أَعُدْ
لَمْ أَعُدْ
مُرْتَبِطاً بِالْأَرْضِ
أَنَا إِنْسَانٌ-خَيْلَانُ
أَمْضِي
مُضِيًّا نَحْوَ كُلِّ الْأَمْوَاهِ
نَحْوَ الْأَنْهَارِ ذَاتِ الْيَنَابِيعِ الَّتِي لاَ تَخْطُرُ عَلَى بَالٍ
أَمْضِي
نَحْوَ الْغَانْجْ
نَحْوَ الْمِسِيسِبِّي
أَمْضِي نَحْوَ الْمُحِيطِ
نَجْمُ الْبَحْرِ وَطُحْلُبٌّ هَائِلٌ يَسْتَقْبِلَانِنِي بِبَشَاشَةٍ°
***


وَأَسْبَحُ
فِي هَذَا الْمَاءِ السَّالِفِ عَنْ كُلِّ السَّمَاوَاتِ
فِي زَبَدٍ سَامِيٍّ وَنَاعِمٍ
وَأَسْبَحُ
هُنَاكَ حَيْثُ كُلُّ الْمَصَبَّاتِ
تُبَاشِرُ
التَّعَالِي نَحْوَ يَنَابِيعِهَا
وَأَسْبَحُ فِي هَذَا الْمَاءِ جِدِّ الْمَائِيِّ
إِلَى أَنْ يَسْتَحِيلَ
حُلُماً سَلِساً
حَبَاءَ صَمْتٍ
أَلْفَ قَرْنٍ مِنَ الْحَيَاةِ
***

تِسْعَةُ حَبَّاتٍ رَجَاءَ النَّوْمِ
أَلِجُ مُحِيطاً
أَبَداً مِنْهُ لَنْ أَرَى مُنْتَهَاهُ
أَنَا الشَّاشَةُ
الَّتِي عَلَيْهَا الشَّرِيطُ
يَجْرِي
أَتَأَمَّلُ حَوْزَ الْأَرْوَاحِ
تِسْعَةُ حَبَّاتٍ بُغْيَةَ النَّوْمِ
تِسْعَةُ حَبَّاتٍ
بِطَعْمِ الْجُلاَفِ
لَنْ أَعُودَ أَبَداً إِلَى السَّطْحِ
***

كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي
نَحْوَ تِلْكَ الشُّمُوسِ الدَّامِيَّةِ
بُرْهَاناً عَلَى طَارِئٍ
مُطْلَقٍ
تَهْشِيماً
تَوْقَ قَوْلِ الْمُسْتَحِيلِ
حُمَّى شَدِيدَةً
كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي
نَحْوَ أَزْهَارِ الْفَرَاغِ تِلْكَ
كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي
نَحْوَ ذَاكَ اللُّبَابِ الْقَاتِمِ
لِلْحَيِّ
***

كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي
وَيَجْرُفُنِي
نَحْوَ تِلْكَ الْفَجْوَةِ الشَّفَقِيَّةِ
صُحْبَةَ
مُبْعَدِي الْعَالَمِ
صُحْبَةَ عَمِيقِي الِانْعِزَالِ
صُحْبَةَ سَنَّانِيِّ
الْمَحْقِ
كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي
عَنْ كَثَبٍ
نَحْوَ لَحْمِ النَّفَسِ ذَا
فِي انْسِجَامٍ مَعَ الْغَرَقِ الْعَظِيمِ
***

كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي
نَحْوَ ذَا الْإِدْرَاكِ
الَّذِي بَغْتَةً يُسَرِّعُ الصَّمْتَ
أَيْنَ مَاذَا مَتَى
لَمْ يَعُدْ أَحَدٌ يَعْرِفُ
مَنْ كَيْفَ لِمَ
لَمْ يَعُدْ أَحَدٌ يُصِيخُ
السُّمُوُّ يُجْنَى
مِنَ الْهَاوِيَاتِ
كُلُّ شَيْءٍ يَحْمِلُنِي وَيَجْرُفُنِي
بَيْنَ مَاءَيْنِ
بَيْنَ ضِفَّتَيْنِ
بَيْنَ حَيَاتَيْنِ
***

الْقَمَرُ يُثِيرُ الْمَدَّ وَالْجَزْرَ خِلْسَةً°
مَنْ لِيُصِيخَ حَقًّا
وَبِاسْتِمْرَارٍ
إِلَى هَيَجَانِ كُلِّ الْأَعْصَابِ ذَا
مَنْ لِيَتَحَمَّلَ
إِلَى هَذَا الْحَدِّ
مَنْ لِيَكُونَ دَرِيئَةً
حَيَّةً
مَنْ لِيَنْزِلَ
إِلَى الْعَوَالِمِ الدِّيمَاسِيَّةِ
مَنْ لِيَمْحُوَ اسْمَهُ
مِنْ حَافَةِ الْوَقْتِ الْأُخْرَى
***

سَوْفَ أَمْضِي لِأَرَى
مَا يُومِئُ مِنَ الْحَافَةِ الْأُخْرَى
وَلَا مِحْوَرَ
بِهِ أَتَمَسَّكُ
سَوْفَ أَجْتَازُ
بَوَّابَةَ الْغُيُومِ الْمُدَوِّيَةِ
أَتَقَدَّمُ
نَحْوَ مَثْوَى الْأَصْلِ
لَسْتُ
عَابِراً
صَوْبَ الْعَدَمِ
أَنَا ذَاهِبٌ تِلْقَاءَ النُّورِ الْوَضَّاحِ
أَقْبِلُ الْفَوْضَى
لَا أُرِيدُ أَبَداً أَنْ أَسْكُنَ نَفْسِي
بَلْ أَنْ أَلِجَ
كِتَابَ الْفَضَاءِ الْعَظِيمَ
***

أُحِبُّ الْفَضَاءَ
الْمُحَارِبُ
لَا يَخَافُ أَبَداً مِنَ الْفَضَاءِ
أُحِبُّ الْفَضَاءَ الَّذِي تَفْتَحُهُ الْمُوسِيقَى
فِي صَدْرِ خَطِّ الْأُفْقِ
فِي انْعِدَامِ الْجَاذِبِيَّةِ
وَكَأَنْ لَا نَتَوَقَّفُ
عَنِ الْغَوْصِ فِي الْمَاءِ ثُمَّ الطُّفُوِّ
أُحِبُّ فَضَاءَ الْمُوسِيقَى
أَزْرَقَ مُتَّقِداً
الْمُوسِيقَى
الَّتِي تُحَوِّلُ سُرْعَةَ الدَّمِ
الْمُوسِيقَى
كَالطَّاعَةِ الْمُنِيرَةِ
الْمُوسِيقَى
كَفَجْرٍ لِكُلِّ الْأَحْوَالِ
***

الْمُوسِيقَى
لِتَشْدِيدِ الْمُوَاجَهَةِ جَسَداً جَسَداً
قَلْباً قَلْباً
لِلْمُضِيِّ إِلَى آخِرِ
هُجُوعٍ آخَرَ
لَكَيْ لَا نُصِيخَ أَبَداً
إِلَى جَلْجَلَةِ هَذَا الزُّجَاجِ الْمُتَكَسِّرِ فِي الرَّأْسِ
لِكَيْ نَكْتَشِفَ
كَيْفَ الْعَالَمُ يَنْبُضُ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ
كَيْفَ زَمَنُ الْعَالَمِ
لَمْ يَبْقَ عَلَى عَادَتِهِ
كَيْفَ النُّورُ
يُشِعُّ
فِي شَبَكَةِ الْأَوْرِدَةِ
لِكَيْ لَا نَعْلَمَ أَبَداً
أَيْنَ تَنْتَهِي الْمُوسِيقَى
وَأَيْنَ يَنْشَأُ اللَّوْنُ
لِنُوغِلَ
فِي غَيْرِ الْمُتَوَقَّعِ
***

أَنَا
هَذَا الْمَلاَكُ جْيُوتُو
الَّذِي يَجْدِلُ وَيَدْرُزُ وَيَبْسِطُ السَّمَاءَ
إِنَّهَا مَمَرٌّ إِلَى
النُّورِ
أَسِيرُ نَحْوَ الْمَاوَرَائِيِ
أُصِيخُ
إِلَى أَعْمَاقِ الْأَزْرَقِ
أَبْتَسِمُ إِلَى آخِرِ هُنَيَّةٍ
أَطَّلِعُ أَمَامِي°
أَرَى أَرْضَ الْحُبِّ°
قَرِيباً سَتَفْهَمُونَ°
***

لَا أَنْسَى
اكْتِئَابَ الْأَشْيَاءِ الْمُمِضَّ
دَقَّاتِ نَبْضِ
اللَّيْلِ
ثَخَانَةَ الصَّمْتِ الْبَهِيَّةَ
أَتَسَمَّعُ
إِلَى الْخَارِجِ فِي الْمَدَى الْبَارِدِ°
هِرٌّ مُتَوَحِّشٌ يَضْغُو°
10 أُسُّ 88
10 أُسُّ 88
إِنَّهُ نَظَرُ الْإِلَهِ
مِنْ اللَّامُنْتَهِي إِلَى اللَّامُنْتَهِي
***

ثُمَّ النُّورُ يَدْفَقُ
اَلنُّورُ
الَّذِي يُلَازِمُنَا
وَلاَ يُمْكِنُنَا الْهُرُوبُ مِنْهُ أَبَداً
مَا دَامَ يَسْكُنُنَا
اَلنُّورُ الَّذِي يُمَكِّنُ مِنْ
تَرْجَمَةِ الْأَحْلاَمِ
اَلنُّورُ
الَّذِي يَهُزُّ حِبَالَ
الصَّمْتِ
اَلـ
ـنُّورُ الَّذِي يُمَكِّنُ
مِنَ الْهَتْفِ عَبْرَ الْمَسَافَاتِ الطَوِيلَةِ
مِنْ مَقْصُورَةٍ سَاكْسُفُونِيَّةٍ
اَلنُّورُ
الَّذِي يَجْعَلُنَا نَسْتَحِيلُ
مُوسِيقَى
***

عَدَدُ نُوتَاتِي
مُطْلَقٌ لَا يَنْتَهِي
لَا الْوَاحِدَةُ
مِنْهَا أُولَى
وَلَا الْأُخْرَى آخِرَةٌ
أَجْرِي بَيْنَ
السَّوَائِلِ
سَالِفاً عَنِ الْوَقْتِ
أَنْسَى كُلَّ الْمَثَاوِي
أَسْتَحِيلُ هَوَائِيَّ بَثٍّ
أَغْدُو مِنْ جَدِيدٍ خَشْخَشَةَ غَرِينٍ
أَعْبُرُ مِنْ الْأَنْتَ إِلَى الْهُوَ
مِنَ الْمُفْرَدِ إِلَى الْجَمْعِ
أَشْرَعُ فِي الْكِتَابَةِ
عَلَى بَشَرَةِ السَّمَاءِ
***

بَيْنَ ضِفَّتَيْنِ بَيْنَ مَاءَيْنِ
مَجَازٌ
بَيْنَ آلَافٍ أُخَرٍ
مَعْبَرٌ لِلْمُضِيِّ إِلَى رُؤْيَةِ كُلِّ الْمُمْكِنِ
لِقَبْضِ كُلِّ مَا يُعْرَضُ بَيْنَ أَيْدِينَا
مَمَرٌّ
مَسْلَكٌ فَقَطْ
هُنَاكَ
أَقْصَى بِكَثِيرٍ مِنَ الْأَرَاضِي
حَيْثُ يُجْسَرُ عَلَى شَنْقِ الْمَلاَئِكَةِ
***

أَعْبُرُ غَابَاتٍ مِنَ الْأَجْسَادِ
أُدَانِي
حَرَمِيَ الْخَاصَّ
اللَّيْلُ عَارٍ
عَارٍ جِدًّا
جِدُّ عَارٍ
مُكَوَّنٌ مِنِ انْزِيَاحَاتِ الْأَجْنِحَةِ
مِنَ الْوَحْلِ كَانْطِبَاعٍ أَوَّلِيٍّ
أَنْجَلِي مِنِّي
أُخَلِّفُنِي
لَنْ أَنْتَمِيَ أَبَداً إِلَى أَحَدٍ
***

بِإِمْكَانِ صَوْتِي أَنْ يَقُولَ كُلَّ شَيْءٍ
نُعُومَةَ الصَّخَبِ
الرَّبَاطَةَ الْجَوَّانِيَّةَ
الْإِحْسَاسَ
بِمُذَنَّبَاتٍ فِي الصُّدْغَيْنِ
الْحُبَّ الْعَذْبَ بَيْنَ الْقَمَرِ وَالْبَحْرِ الْعَمِيقِ الْأَزْرَقِ°
تَكَدُّسَ وُرُودٍ
فِي أَعْمَاقِ الْقَلْبِ
الْهُنَيَّةَ
الَّتِي عَجَلَةُ الْحَيَاةِ فِيهَا تَتَوَقَّفُ
بِإِمْكَانِ صَوْتِي أَنْ يَقُولَ كُلَّ شَيْءٍ
بَعِيداً عَنْ عَالَمِ النُّفُوسِ الْحَزْنَانَةِ
***

قَبْلَ
التَّسَلُّلِ إِلَى النَّوْمِ الْعَظِيمِ
أَصَخْتُ طَوِيلاً
إِلَى رُوَادِ النُّورِ الْأَسْوَدِ
كُلِّ الَّذِينَ
يُحَوِّلُونَ الْأَلَمَ إِلَى رَحِيقٍ
سَلْمُونْ بُورْكْ هُولِينْ وُولْفْ
إلْمُورْ دْجِيمْسْ بُو دِيدْلِي
بِيرْسْ سْلِيدْجْ
وِيلْسُونْ بِيكِتْ
قَبْلَ
وَقَبْلَ
الْعُثُورِ عَلَى الْمَجَازِ
وَسْطَ النَّيَازِكِ
***

قَبْلَ أَنْ أَخْتَلِقَنِي مِنْ جَدِيدٍ
إِلَى مَا لَا نِهَايَةٍ
حَجَراً حُرًّا
حُرًّا فِي امْتِطَاءِ النَّسِيمِ
حُرًّا فِي أَلَّا أَشُدَّ الْأَوْتَارَ فَقَطْ
بَلْ وَأَمُدَّ الْمُوسِيقَى
إِلَى غَايَةِ خَلْقِ
جِدَارٍ مِنَ الصَّخَبِ الْأَسْوَدِ
وَجَعْلِ النُّوتَاتِ تَنْزِلُ
مِنَ الْجَنَّةِ
فِي الْعُضْوِ التَّنَاسُلِيِّ لِذِئْبَةٍ
***

مِثْلُ إِيفْ كْلاَنْ
إِذْ خَتَمَ أَزْرَقَ السَّمَاءِ
خَتَمْتُ النَّارَ
ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ يُونْيُهْ 1967
بِمُونْتِيرِي
مُضْرِماً حَاضِناً
مُهَشِّماً
مُضَحِّياً بِقِيثَارَتِيَ السْتْرَاتُوكَاسْتْرْ
أَمَامَ الْعَالَمِ بِأَسْرِهِ
كَاشِفاً نَارَ الْحَيَاةِ
الَّتِي مِنْهَا أَتَيْنَا جَمِيعاً
النَّارَ
لِمَغْنَطَةِ كُلِّ الْأَلْغَازِ
***

كَلَّا
لَسْتُ الدُّكْتُورَ فُوسْتْ
اِسْمِي أُورْفِيُوسْ
دْجِيمِي أُورْفْيُوسْ
ضَحَّيْتُ بِقِيثَارَتِي
فِي سَبِيلِ إِلَهِ الْمُوسِيقِى
تَخِذْتُ كَسُلَّمِ نَغَمٍ لِلْبْلُوزْ
الْأَلْوَانَ السَّبْعَةَ لِقَوْسِ قُزَحَ
دُو الْبَنَفْسَجِيُّ
رِي النِّيلِيُّ
مِي الْأَزْرَقُ الْخَافِتُ
فَا الْأَخْضَرُ
صُولْ الْأَصْفَرُ
لَا اللَّيْمُونِيُّ
سِي الْأَحْمَرُ جِدُّ الْخَافِتِ
دُو الْبَنَفْسَجِيُّ
وَعَزَفْتُ بِتَجِلَّةٍ
***

عَزَفْتُ أَلْوَاناً
وَلَيْسَ نُوتَاتٍ
عَزَفْتُ مَا رَأَتْهُ أُذُنِي
عَزْفاً سَاحِراً صِرْفاً
مِثْلَمَا سَيَقُولُ يَوْماً سْتِيفْ لَيْسِي
عَزْفاً أَعْسَرَ بِحَقٍّ
أَعْسَرَ إلَى حَدٍّ لَمْ يُعَارِضْهُ أَحَدٌ قَطُّ
مُسْتَعْصِيًّا عَاصِيًّا
عَزْفاً مَجْبُولاً عَلَى الْهَاوِيَاتِ
عَزْفاً لَا يُهْمِلُ أَبَداً
الثَّائِرَ
الطَّائِشَ الصَّاعِقَ
النَّزِقَ الْمُنْفَعِلَ
الْمُؤَجَّجَ الْمُنْدَفِعَ
الْمُتَحَمِّسَ النَّشِطَ
الْمُضْطَرِمَ الشَّرِسَ
الْوَرَعَ الْمُدَاهِمَ
صَمِيمَ الْعَنِيفِ الْمُرْتَجِّ
***

كُنْتُ دَوْماً هُنَا
دُونَ أَنْ أَكُونَ
هُنَا
فَارِضاً إِيقَاعِي
إِيقَاعَ
بَاطِنِ الْقَلْبِ
فَارِضاً كَوْنِي
مُعَذَّباً فِي الْأَعْمَاقِ
فِي سِرِّ امْتِدَادِ النَّغَمِ بَعْدَ وَقْفِ الْعَزْفِ
دَاعِماً الْعَالَمَ
كَمَا شُيُوخُ التِّيبِتْ
دَاعِماً الْهُنَيَّةَ
دَاعِماً الْحَيَاةَ
***

أَوَ حَقًّا
تُدْرِكُونَ
كَيْفَ أُعَدِّلُ النُّوتَاتِ
كَيْفَ أُنَزِّلُهَا
فِي صُعُودٍ دَائِمٍ أَكْثَرَ
كَيْفَ أُنَزِّلُهَا
مِنْ فَرْطِ الْحُبِّ
مِنْ فَرْطِ الْمَغْنَطَةِ
أَصِيخُوا إِلَى
كَيْفَ
أَنْحَدِرُ
فِي الصَّوْتِ الصِّرْفِ
كَجِنِّيٍّ يَكْتَسِي يَعَاسِيبَ زَرْقَاءَ
أَصِيخُوا إِلَى
كَيْفَ أَنْقَادُ
بَعِيداً جِدًّا عَنِ الْحَيَاةِ*




الهوامش:
(°) كلمات وعبارات بالإنجليزية أصلا. وهي عبارة عن عناوين أو مقاطع من بعض الأغاني.
(*) قد يتبع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق