الخميس، 14 يناير 2016

القداس جورج باتاي: بيير كلوسوفسكي



 ترجمة: آسيا السخيري



Magnus Gjoen, Darkness In Life Is Living Death
يشترك جورج باتاي مع الماركيز دو ساد في كون الإباحية هي شكل من أشكال نضالِ الروحِ ضدَّ الجسد؛ الشكلُ الذي يكون في هذا الاتجاه محدَّداً بالإلحاد بمعنى أنه إذا لم يكن هناك، إطلاقاً، الإلهُ الذي خلق الجسدَ، فإنه لا يبقى للروح سوى تجاوزاتِ اللغةِ لإخراس تجاوزاتِ الجسدِ المفرِطةِ. ومن ثَمَّ، فإنه ليس هناك ما هو أكثرُ "وضوحاً" من إفراطات لذةِ الجسدِ. بالنسبة لـ ساد، لا يمكن للغة، التي لا تَحتمِل نفسَها بعد تحرُّشِها طوال أيام كاملة بنفس الضحيةِ، أن تنفُذَ. اللغة محكومة بتكرارٍ لا نهاية له. أما بالنسبة لـ جورج باتاي، الذي يفصله عن العقلانية الواضحةِ لدى ساد أكثرُ من قرن من الأفكار الهيغلية، فإننا نجد تعريفاً متفاقماً وأكثر صعوبة للغة والانتهاك. الاتصال الجنسيُّ الشهوانيُّ ليس له من إغراء إلا متى كان انتهاكاً للغة بواسطة الجسد وانتهاكاً للجسد بواسطة اللغةِ. ذلك الخرق هو ما يُعرف بالنشوة (أو لنقل إن ذلك الخرق هو ما يُعاش على أساس أنه نشوةٌ)؛ مهما عَرَفَ الجسدُ، وبشكل جيِّدٍ، انجذاباً شديداً خلال نشوةِ الجماع، فإن تلك النشوةَ لا تساوي ولا تعني شيئاً أمام نشوةِ العقل التي لا تعدو أن تكون، في الواقع، سوى الوعيِ بحدثٍ مرَّ في نفس اللحظة التي ظن فيها العقلُ أنه قد أمسك به في اللغة. بيْد أنه لا يمكن أن يكون ثمَّة انتهاكٌ في الممارسة الجنسيةِ ما لم تكن معاشةً كحدثٍ روحيٍّ؛ ولكن، ينبغي أيضاً، وللقبض على معناه، البحثُ وإعادةُ إنتاجِ الحدثِ في وصفٍ مكرَّرٍ للفعل الشهواني الجسدي. ذلك التوصيف المكرَّرُ للفعل الجسديِّ لا يفسِّر فقط الخرقَ أو يبرِّره وإنما هو، في حدِّ ذاته، تجاوزٌ للغة بواسطة اللغةِ أو من خلالها.

هي حاجة لتشويه ما هو جميل
بطبيعة الحال، الأمر لا يتعلق هنا بمجرد تجاوزٍ أخلاقيٍّ، ولكنه يخصُّ العنفَ الذي يصيب إدراكَ الكائنِ بواسطة شيءٍ ما، لا يتجلَّى في الذهن سوى من خلال تفكيكه وتدميره كليًّا –وبالتالي فالحاجةُ إلى ردِّ الفعل بطريقة سيئةٍ على الرغم من حتمية الجيِّد ليست، إطلاقاً، أكبرَ من الحاجة إلى تقبّح ما هو جميل- كتشويه وجه، على سبيل المثال، أو إفسادِ ما يبدو نقيًّا. إذن، فذلك الشيءُ الذي يتجلَّى للعقل هو ذو طبيعةٍ فاتنة، بما يعني أنه يتفوَّق على العقل وبما يعني أيضاً أنه حالةٌ تصل إلى العبادة حتى وإن كان العقلُ فيها موجوداً... ولكن كلَّ ذلك إذا تمت صياغتُه في اللغة، فرَّ منه ذلك العشق الذي يصل إلى حدِّ العبادة. نفى الماركيز دو ساد الحقيقة "الموضوعية" لتدنيس المقدساتِ ولم يعترف لها بغير قيمتِها المتمثلةِ في إثارة الشهوةِ الجنسية؛ وإذا لم يستطع خيالُه الاستغناءَ عنها، فإنه لكي يعجَب بما هو مثيرٌ للشهوة الجنسية، يكفي أن يعيده إلى حالتِه المحسوسة عن طريق الكلام أو الكتابةِ. أمّا بالنسبة لأنموذجِ باتاي الذي تتخذ كلُّ إجراءاتِه نقطةَ انطلاقِها في هذه التجربة غيرِ القابلةِ للاختزال، فهو يبرهن عليه، أيضاً، بأن: تدنيس المقدسات وظيفة أنطولوجية بمعنى كينونية؛ في فعل التدنيس، الاسم الأكثر نبلاً في الوجود، ينكشفُ حضورُه. وهكذا، يظل باتاي، على الرغم من موقفه الإلحادي، متضامناً مع الهيكلة الشعائريةِ المسيحية. الكاهن، القداس، الأسرارُ المقدسة، الطقوسُ وكلُّ ملحقاتِ العبادة، ولا سيِّما اسمُ الربِّ، كلُّ ذلك ضروريٌّ للتعبير عند باتاي. من المؤكَّد أنه يمكن القولُ إننا بصدد عناصرَ لغويةٍ خاصةٍ تحدِّد، في ظِلِّ ظروفِ فهمٍ تُحتِّمها العاداتُ الكاثوليكيةُ، تجربةً لا يمكن توضيحُها على خلاف ذلك. ولكن، هل كان لـ باتاي وسيلةٌ لترجمة تجربتِه بطريقة أخرى؟ أشك بشدة في أنه يريد أن يحرم نفسَه من الوسائل التي توفِّر له بدقة بُنى الكنيسةِ العقليةِ.


ويمكن لقربان الصليب أن يتكرَّر
العبارات التي يستعملها الكاهن لتحويل ماهيَّةِّ الخبز إلى النبيذ في جوهر جسدِ الربِّ ومن دمه –وهو يفصل الجسد والدم بالتوالي (هو يبارك في البداية الجسد وبعد ذلك الدم)- تكرِّس في تلك الأثناءِ الجسدَ والدمَ الإلهي بإلغاء مادَّتيْ النبيذ والخبزِ اللتين يتجلَّى من خلالهما الحضورُ الحقيقيُّ للرب الذي لا يظهر إلاّ عند فصلِه عن جسده ودمه؛ في صورة موته، يكون الربًّ حاضراً حقاً. وهكذا يُثبت مبدأ الاستحالة* الكاثوليكية كيف أن قربان الصليب، عندما يتحقق نهائياً، لا يكون أقلَّ حضوراً في الزمن، ولعله يتكرَّر على أساس أنه أضحيةٌ حاضرةٌ دائماً. نرى في الحال كيف أن عقيدةَ الحضور/ الوجود الحقيقيِّ، بكل العمليات الذهنيةِ التي يفترِضها، تُوفِّر المادةَ للانفعالات المدنِّسةِ للمقدَّسات بـ: السماح بجعل الرب موجوداً، ولكنه محجوبٌ في بعض أنواعِ المواد الغذائية، وهكذا فهو محجوب في شيء ما- القربان المقدس يعرض أو يكشف الحضور الإلهيَّ في كلِّ ما يمكن أن يقع من انتهاكاتٍ- على الطريقة التي تتمُّ بواسطتها تعريةُ جسدِ الإنسان.
مما لا شكَّ فيه أن تحقُّقَ الحضورِ الحقيقيِّ في القربان المقدَّسِ، بالمعنى اللاهوتي، يتمُّ بواسطة المؤمنِ، بصفته حدثاً داخلياً، أما الفضاءُ الذي يتحقَّق فيه لقاء المؤمن بالحضرة الإلهيةِ فهو الفضاءُ الروحي. ولا يبقى سوى أن يتفاعل خبزُ القربانِ المقدَّسِ المنذورِ بمعزلٍ عن درجةِ إيمانِ أو كفرِ المساعدين والمتفرِّجين أو متناولي العشاءِ الربانيِّ. وبالتالي، فإن الحضورَ الحقيقيَّ ليس أبداً بصفته الذاتيةِ وإنما بصفته الموضوعيةِ –الرب موجودٌ هنا، مكشوفاً للأنظار، ولكنه طبعاً، محجوبٌ تحت أنواعِ الخبزِ والنبيذِ- ولكن ذلك الحجاب نفسَه، حجابُ الموت، الذي يشكِّل فصلَ جسده عن دمه، هو الذي يجعله موجوداً ويكشِفه، كما يعرِّض العريُ الجسدَ للإهانة والاحتقار. المقابلة أو المقاربة بين الحضورِ الحقيقيِّ للرب وعريِ الإنسان تفرضان نفسيهما على الفور. بغضِّ النظرِ عن الحديث عن الأعراف "السوداء"، هنا، ما هو الغريب في أن تمارسها أرواحٌ من قبيل ساد وباتاي كما لو أنها تأمُّلٌ مستحيلٌ...
وجودُ الكاهنِ، الإنسان الذي يكرِّس قداسةَ الخبز والنبيذِ في جسد ودم ابنِ الربِّ، ولكن الذي بسبب ذلك الفعلِ، نذَر نفسَه للعفَّة والطهارة، وبالتالي فهو يمثِّل، بذاته، فصلَ الروحِ عن الجسد في داخله، - ذلك الوجودُ يشكِّل في ذهنِ باتاي، في نفس الوقت، تهديداً واستفزازاً مؤبَّدين. إذا كان ذاك هو سرُّ الكاهن، وإذا كانت تلك هي صورةُ ذلك السرِّ- فإن موقفَ جورج باتاي سيكون غيرَ ذي جدوى طالما أنه ينزَع، أي ينحُو، إلى القضاء على ذلك الشكلِ. على العكس، موقفُه، يحفَظ لـ باتاي قيمتَه بما أنه، من خلال احتجاجِه، يهدِف إلى تبرير المحتوى غيرِ البيِّن لذلك اللغزِ الذي لم ينخرط، ولنفس السببِ، فيه بأقلِّ عمقٍ. من الأكيد أنه إذا كان الشكلُ الكهنوتي والطقوسيُّ للسر يُخفي ما ألغته العملية الطقوسيةُ الظاهرةُ، فإن موقفَ باتاي يطمَح إلى إعادة بناءِ ما دمَّرته العملية الطقوسيةُ بترْكه في كنف الصمتِ، بواسطة اللغةِ. نحن هنا بصدد استرجاع، أو لنقل، استئناف عملياتٍ ذهنيةٍ من شأنها أن تمهِّد للوجود الفعليِّ الحقيقي من أجل ما أبطلته تلك العمليات. ما يُبطله القربانُ، بالمعنى العميق للاستحالةّ** يتمُّ تحت صورةِ الخبز والنبيذِ - انتهاكات الجسد بما أن شهواتِه هي التي وقع تسميرُها على الصليب. ما يؤسِّس له التكريسُ هو الجسدُ السماويُّ في الحضور الإلهيِّ.
ولكن الانتهاكَ في عمليةِ الجماعِ، لدى باتاي، يتَّخِذ قيمتَه من نوعٍ من الاستحالة العكسيةِ لأن كلَّ جسدٍ سليمٍ (وهنا الجسد السليم يُقصَد به الجسدَ الذي لم يُلمَس بشهوة ولم يُدنَّس)، هو في الحقيقة، يُعتبَر بالنسبة لـ باتاي كما لو أنه جسدٌ "سماويٌّ"، في السابق. وانتهاكه هو الذي يصبح قوةً روحية.

كلُّ جسدٍ لم يقع تدنيسُه له شيءٌ ما مشابهٌ للجسد السماويِّ.
لكن من أين يستمدُّ الانتهاكُ المدنِّس، الذي عاشه المرءُ أثناء الممارسةِ الجنسيةِ، فضيلةَ الاستحالةِ إن لم يكن من الفعلِ السامي، حيث أنه بواسطة الكلماتِ التكريسيةِ، ألغى العقلُ الشهواتِ وبواسطة عباراتِ موتِ العقل يتوصَّل الجسدُ المُلغى إلى تحقيق حضورِ الجسدِ الإلهي الفعليِّ. في عقل باتاي، يندمج شيءٌ ما سماويٌّ بما يسمِّيه كمالَ الكائنِ، وهو يندمج على وجه الخصوص بكمال كلِّ جسدٍ، وكلُّ جسدٍ بكرٍ له شيءٌ ما مماثلٌ للجسد السماوي. بيْد أنَّ الاستحالةَ العكسيةَ تتحقق. صعوبةُ وصفِ ذلك الشذوذِ السلوكيِّ تعود إلى كونه لا يمكن أن يتحقَّق سوى بطريقة استطراديةٍ، في حين أنه يحصل في نفس اللحظة باعتباره الاستحالةَ الطقوسيةَ وكما لو أنه معارضٌ للطقس، ودائماً كما لو أنه عكسُه. التشابه في نوع لانتشاءِ المرضي الذي يكتسبه تدنيسُ القربانِ (خبز الذبيحة) على سبيل المثال؛ الحضور الحقيقيُّ الذي ينكشف حينئذٍ هو نفسه العبادة؛ ولكن معارضةً بهذا الاتجاه تعني أن العبادة (العشق) هي عمليةٌ مدمِّرة للعقل. العشقُ يجعل العقلَ محدوداً ويقيِّده بالحضور الحقيقيِّ، وبحضور الآخر؛ ترجيسُ خبزِ الذبيحة يقمع حركاتِ العقل ويمحوها. ولذلك فإن هذا النوع من الانتشاء هو مطابقٌ تماماً لما يُعاش على أساس أنه إزالةٌ لحدود الجسد. ولكنها الاستحالةُ المعكوسة التي يُحدِثها العقلُ المدنِّس، هكذا، على "الجسد السماوي" كما لو أنه لم يكن سوى مادةٍ، شيءٍ متأصِّلٍ لا يعدو أن يكون طيفاً (صورة موهومة) للغة مثلما هو حالُ السموِّ والعظمة اللذين ينشدُهما العقلُ، آنذاك. طيف جليٌّ أيضاً في الانتهاك الذي يعيشه المرءُ خلال عمليةِ الممارسة الجنسيةِ: هنا، ألا يبحث العقلُ الخارقُ (بمعنى المُنتهك)، في الواقع عن استحالةِ ما يشتهيه، إلغاءُ الحدود الجسديةِ الشهوانية في نشوة الجماعِ. الممارسة العنيفةُ التي تقع بواسطتها تعريةُ الجسدِ، أليست إلغاءً للشخص نفسِه الذي تقع تعريتُه؟ إذن، فإن ما ينكشف من خلال ذلك التدميرِ، جسدياً كان أو معنوياً، هو الحضورُ الحقيقيُّ الذي لا يمكن المسكُ به واغتنامُه أو احتجازُه. النشوةُ التي، بطريقة أو بأخرى، يتأمَّل فيها العقلُ نفسَه، خارج نفسِه، حيث يريد الاستحواذَ على غنيمته التي اختلسها 'في إلغائه" لحالته العليا. ولكنه لا يستطيع أن يحقِّق ذلك "الإلغاءَ" سوى كمجرَّد وهمٍ...

وذلك الوهمُ، لعَّله هو وحدَه غنيمتُه.
 يمكن لنا أن نقول إن باتاي لا يمكنه الاستغناءُ عن اسم الربِّ، بدرجة لا تقلُّ عن عدم قدرة الكاهنِ على الاستغناءِ عن الخبز والنبيذِ في عملية التكريسِ. غير أن الخبزَ والنبيذَ بالنسبة للكاهن لا يعدوان أن يكونا كلماتٍ غيرِ ملائمةٍ حالَما يصيران لحمَ ودمَ الربِّ. وبالمثل، بالنسبة لـ باتاي، فإن اسمَ الربِّ هو، على نحو ما، مادةٌ عكس -الأسرار المقدسة، لا يؤثِّر، من خلالها، العقلُ على غير نفسِه كي يُدمَّر؛ هو تدميرٌ يُمنح فكرتَه الوهمية بواسطة الرجَّة الحادةِ التي يُحس بها في التمرُّد اللفظي ضدَّ الشيءِ نفسِه الذي يظل علامةَ الذاتِ العليا: اسم الرب. ذلك الكمالُ نفسُه يحمل بين طيَّاتِه التدنيسَ؛ يحمل العنفَ الذي يجوز له لكونه يمثِّل العلاقةَ المهدِّدة للفعل المدمِّر للتدنيس الذي يحمله الكمالُ للعقل. وفضلا عن ذلك، فإنه دون ذلك التهديدِ المعلَّقِ على البكارة (سلامة الجسد من التدنيس)، لا يمكن للعقل أن يحسَّ بذلك الكمالِ. بكراً، يبدو جسدُ الآخر رمزاً لموته هو بذاته – موت الحياة الجسدية الجنسية – ولكنه يبدو، أيضاً، مثلَ الحضور فيما وراء الموتِ؛ بَيْدَ أن الكمالَ إذا حمل فيه تهديدَ التدنيسِ على أساس أنه جوهريٌّ بالنسبة لكماله، فذاك يعني أن التدنيسَ نفسَه يكمن في وجوده ذاك، في صلب ذلك الكمال. فجأة يتوقف ذلك الحضورُ عن أن يكون حقيقةً متعاليةً على وجودها المادي؛ هي لا تصير بالنسبة لكل تهديد بالتدنيس  يثبِّته العقلَ سوى حقيقةٍ على وشك الوقوع.

الهوامش:
* التكريس: أو النذر هو الحدث الرئيسي للاحتفال بالقداس الإلهي... ويطلق عموما على تكريس الأسقف أو الكاهن أو الشماس في الديانة المسيحية.
والتكريس، أيضا، هو تخصيص النفس لله : وقد عبَّر السيدُ المسيحُ فى صلاته الشفاعية عن تكريس نفسه وتخصيصها أى تقديسها من أجل خاصَّته قائلاً: "لأجلهم أقدِّس أنا ذاتي (أي أخصِّصُها وأكرِّسها لهم) " (يو17: 19) (2) وقد جاءت أيضا كلمة [التقديس] بمعنى "التخصيص" فى الحديث عن تكريس هارون والكهنة إذ قال: "وهارون وبنيه أقدِّسهم (أي أخصِّصهم) لكي يكهنوا لي" (خر30: 30).
** الاستحالة: هي حرفيا عملية تحويل مادة من حالتها إلى مادة أخرى. المصطلح يشير إلى بعض المسيحيين (وخاصة الكاثوليك منهم)، ويقصد به تحويل الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح أثناء القربان المقدس.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق