ترجمة:
محمد عيد إبراهيم
1
تَصَدُّعُ
مِزهَرِيةِ الرحابةِ
خرابٌ
من دونِ غايةٍ
تُثقِلُني
رَحابةٌ رَخوةٌ
فأترنَّحُ
والكونُ
مُذنِبٌ
جنوني
جنونٌ مُجَنَّحٌ
يفتُقُ
الرحابةَ
والرحابةُ
تفتُقُني
وحدي
أنا
وسيقرأُ
عِميانٌ هذهِ الأبياتَ
بأنفاقٍ
لا نهايةَ لها
أهوِي
في الرحابةِ
التي
تهوِي في نفسِها
فهي أَسْوَدُ
من موتِي
الشمسُ
سَوداءُ
وجماليةُ
الكائنِ في غَورِ السراديبِ
صرخةُ
ليلٍ مُسْتَتَمٍّ
رغبةُ
الليلِ
أن
يعشَقَ النورَ
بالرِجفةِ
التي تُجَمّدُني
فأكمُنُ
والكونُ
يُلصِقُني
بأكاذيبي
المَمسوسَةِ
نَتَّهِمُ
أنا
والرحابةُ
كلٌّ
بأكاذيبِ الآخرِ
تموتُ
الحقيقةُ
فأصِيحُ
إن
الحقيقةَ تكذبُ
رأسي
المُسكِرُ
يَبلَى
من الحُمّى
وهي
انتحارُ الحقيقةِ
نقيضُ
الحبّ حقيقةٌ
وكلّ
ما يكذبُ في حَضرةِ الحبّ،
لا
يكذبُ العدَمُ وهو وجودٌ
لو
ضاهَينا بنقيضِ الحبّ
فالحبّ
وَضِيعٌ
وهو
لا يُحبّ
الحبّ
مُحاكاةٌ ساخرةٌ لنقيضِ الحبّ
الحقيقةُ
مُحاكاةٌ ساخرةٌ للكذبِ
الكونُ
انتحارٌ مَرِحٌ
في
نقيضِ الحبّ
تهوِي
الرحابةُ في نفسِها
في
السِّلمِ كلُّ شيءٍ لكلّ امرئٍ
وتدورُ
العَوالِمُ بمَهابةٍ
برتابتِها
الساكنةِ
الكونُ
داخلي كالكونِ داخلَ نفسهِ
لا
فارقَ يَفرُقُنا
أرتطِمُ
بهِ في نفسِي
في
الساكنِ المطلَقِ
تُصَفِّدُني
الشّرائِعُ
تنسلُّ
بي للمُستَحيلِ
في رَحابةٍ
رُعبُ
العالمِ
ينتابني
في دوائرَ
ويشطُّ
بي مَقصِدُ الرغبةِ
مَجدُ
الإنسانِ
مهما
كانَ رفيعاً
فهو
أن تَرومَ مَجداً آخرَ
أما
أنا
فَمَعي
العالَمُ
ويصُدّني
خارجَ المُمكنِ
أنا
الضِحكَ فحسبُ
الليلَ
وهو طِفلٌ
حيثُ
تهوِي الرحابةُ
إني
أنا الميتُ
الأعمَى
الظلّ
الخاوِي من الهواءِ
كالأنهارِ
في المُحيطِ
يضِيعُ
فيّ بلا نهايةٍ
الضَجّةُ
والنورُ
أنا
الآبَ
وقبرَ
السماءِ
فائضُ
العتمةِ
من لَحمِ
النجمِ
بردُ
القبرِ موتٌ
يُرنِّحُني
الموتُ
فتُهلِّلُ
أعماقُ السماواتِ
لِقُدومِ
الليلِ وهو يهوِي بي.
2
يضطَهدُني
الزمانُ فأهوِي
مُنْسَلاًّ
على رُكبتَيّ
تَستَشعِرُ
يداي الليلَ
الوداعُ
جداولُ من نورٍ
كلّ
ما يتبقّى معي هو الظلُّ
الرواسِبُ
الدمُ
أرقُبُ
دقّةَ الجَرسِ
حيثُ
الصراخُ
لألحَقَ
بالظلّ.
3
قدمٌ عاريةٌ طويلةٌ على فمي
قدمٌ طويلةٌ قُبالَةَ القلبِ
يا عَطَشِي وحُمّاي
قدمٌ من ويسكي
قدمٌ من نبيذٍ
قدمٌ تُجَنّ لتُهَدِّمَ
يا سَوطَ الجَوادِ يا ألَمي
كَعبٌ فارعٌ يُهدِّمُني
فأصرخُ من عدَمِ الموتِ
يا عَطَشِي
عَطشٌ لا يرتوي
وفلاةٌ لا مَفَرّ منها
أصرخُ، نفخةُ موتٍ فُجائِيةٌ
أعمىً على رُكبتَيّ
ومِحجَرا عَينَيّ أجوفان
مَمَرٌّ فأضحَكُ من ضَوءٍ مَعتوهٍ
مَمَرٌّ فأضحَكُ من أبوابٍ تُصفَقُ
حيثُ أعبُدُ سَهماً
أنفجرُ في نشيجٍ
نفخَةُ بوقٍ من الموتِ
تجأرُ في أُذنِي.
4
بعدَ موتي
ذاتَ يومٍ
تلُفُّ الأرضُ في السماءِ
إني ميتٌ
والعتمةُ
تتعاقَبُ والنهارُ إلى الأبدِ
قد أُغلِقَ الكونُ عليّ
ضِمنَهُ أَلبَثُ أَعمىً
مُكتَّفاً بالعدَمِ
العدَمُ هو نفسي
والكَونُ قبري
بينما الشَمسُ موتِي
عيناي بَرقٌ أعمىً
قلبي السماءُ
تئزُّ في زَوبعةٍ
داخلي
عندَ قاعِ جَهنّمَ
الكونُ الرحبُ موتٌ
أنا الحُمّى
أنا الرغبةَ
أنا العطشَ
والفرحَ بأن أخلعَ لُباسَكِ
والنبيذَ بما يُضحِكُكِ
بأنكِ لن تلبَسي بعدُ شيئاً
في طاسٍ من "الجِنّ"
ليلٌ من اللّهوِ
فتهوِي النجومُ من السماءِ
أَكرَعُ البرقَ في جُرعاتٍ كبيرةٍ
فأتفَجّرُ من الضِحكِ
والبرقُ في قلبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق