ترجمة: راجح مردان
تحت شمس إشبيلية
كرتان متماثلتان بالحجم والشدّة بنبضات متعاكسة ومتزامنة. خصية ثور بيضاء ولجت مهبل سيمون "الزهري والأسود". عين اندلقت من رأس الفتى. تلك المصادفة المرتبطة في وقت معًا، بالموت وبضرب من الاتحلال البولي للسماء جعلتني، للحظة ما، أستعيد ذكرى مارسيل. وتهيأ لي، في تلك اللحظة الهاربة، أنني ألمسها.
مجددًا كان الضجر. رفضت سيمون، لضيق ألمّ بها، أن تبقى في مدريد يومًا إضافيًّا واحدًا. وأصرّت على الانتقال إلى أشبيلية التي اشتهرت بأنها مدينة الملذات.
وأراد السير إدموند أن يستجيب لنزوات "صديقته الملائكية". وفي الجنوب طالعنا ضياء وحرّ أشد ميوعة حتى ممّا شهدناه في مدريد. فيض من الورود في الشارع يستثير الحواس.
كانت سيمون تتجول عارية تحت غلال شفيفة يتبدّى من خلالها حرير الحزام وحتى، في بعض حركاتها المفاجئة، شعرة عانتها. وكانت أشياء تلك المدينة كلها متضافرة لتجعل منها فتنة تلهب الحواس. وغالبا ما كنت ألحظ ذكرًا ينتصب مقبّبًا سرولة العابر بمحاذاتها في الشارع.
لم نتوقف تقريبَا عن المضاجعة مجتنبين بلوغ النشوة متنقلين، كسائحين، بين معالم المدينة. نغادر مكانًا مؤآتيًا قاصدين آخر: كنت أفرّج شفري صديقتي وأولج قضيبي في مهبلها؛ ثمّ أسحب قضيبي من مربطه ونعاود التجوال على غير هدى. كان السير ادموند يتبعنا من بعيد ويفاجئنا. فيحتقن وجهه ولا يقترب. وإذا فرك قضيبه منتشيًا، متثارًا، فخلسة ومن بعيد.
- هذا مكان مميّز، قال لنا ذات يوم، مشيرًا إلى كنيسة. هذه هي كنيسة دون خوان.
- حقًّا؟ سألت سيمون.
- هلا دخلتِ بمفردك إلى الكنيسة، اقترح السير ادموند.
- يا لها من فكرة.
وسواء كانت الفكرة عبثية أم لا، دخلت سيمون ومكثنا عند الباب ننتظرها.
عندما عادت وقفنا حيالها مدهولين: كانت تضحك متصهصلة فلا تقوى على الكلام. ولعل عدوى الضحك، مصحوبة بوطأة الشمس، انتقلت إليّ فرحتُ، بدوري، أضحك وكذلك السير ادموند.
عريضة؛ كانت تغطي ضريح منشء الكنيسة الذي يقال له أنه دون خوان. فقد أراد هذا الأخير، بعد توبته أن يُدفن عند عتبة المدخل لكي تدوسه أقدام الفانين.
اشتدّ ضحكنا حتى غدا هستيريًا. فبالت سيمون على ساقيها: وسال خيط من البول على لوحة القبر.
وكان لهذه الفعلة أثر آخر: إذ التصق قماش الثوب المبلّل بجسمها وبدا من خلاله، فرجها الأسود.
ثمّ تمالكت سيمون نفسها.
- سأدخل لأعالج بللي، قالت.
وإذا بنا في صالة لم نجد فيها ما يبرر صهصلة سيمون؛ أجواؤها أميل إلى الطراوة، ومنوّرة بما يدلف إليها من ضياء من خلل ستائر الكريثون الأحمر. سقفها من الخشب المحفور، وجدرانها بيضاء ولكن مزيّنة بالأنصاب والصور. مذبح وملحقات مذبح مذهبة تتصدّر جدار المؤخر حتى أعمدة الهيكل الخشبي. كان هذا الديكور الخرافي كأنما اختزن كنوز الهند، بزينته وقبابه ومقنطراته، يذكر، بظلاله ولمعان ذهبه، بأسرار جسد معطرة. إلى يمين الباب ويساره لوحتا فالديز ليال الشهيرتان اللتان تصوران جثثا متحللة: في تجويف عين أحد الأساقفة جرو يسعى إلى الدخول...
إزاء كل هذا، الديكور الشهواني الباذخ، وتلاعب الظلال وإضاءة الستائر الحمراء، الطراوة ورائحة أزاهير الغار، وفحش سيمون، جعلتني أنزل في ثيابي.
رأيت، خارجة ركن الاعتراف، قدمي إحدى المصليات مكسوتين بجوربي حرير.
- أريد أن أراهنّ خارجات، قالت سيمون.
جلست أمامي قرب ركن الاعتراف.
أردت أن تمسك قضيبي بيدها، ولكنها رفضت مهدّدة بأنها إذا فعلت ستخضّه حتى يُنزل.
فأدعنت جالسًا؛ ورأيت شعرتها خلل الحرير المبلل.
- سوف ترى، قالت.
بعد انتظار طويل، غادرت كرسي الاعتراف امرأة فاتنة الجمال، مضمونة اليدين شاحبة الوجه، منتشية بوجد غامض: رأسها مرفوع ومائل إلى الخلف، بيضاء العينين، تعبر الصالة متمهلة مثل شبح أوبرا. كززت على أسناني لئلا أضحك. وفي تلك اللحظة فُتح بويب ركن الاعتراف.
خرج منه راهب أشقر الشعر فتيّ، رائع الجمال، ذو خدّين ضامرين وعيني قديس كابيتين. لبث مضموم اليدين على عتبة الركن، وعيناه شاخصتان إلى نقطة ما في السقف: كأن رؤيا سماوية ما سترفعه عن الأرض.
كان سيغادر بدوره لولا أن سيمون استوقفته أمام عينيّ الذاهلتين. فحيّيت صاحب الرؤى وطلبت أن يستمع إلى اعترافاتها...
لم يبدُ على الراهب أي ردّ فعل وأشار، غارقًا في وجده اللدني، إلى الموضع الذي فيه يتمّ الغفران: فركع تحت ستارة؛ ثمّ دخل مجدّدًا إلى ركن الاعتراف وأغلق البويب وراءه.
اعترافات سيمون وقدّاس السير ادموند
وقفت ذاهلًا، وركعت سيمون تحت الستار. وفيما راحت تهمس بلا توقف، لبثت منتظرًا بفارغ الصبر تبعات هذا اللعب الشيطاني. وتخيلت الكائن الورع مندفعًا من ركنه ممسكًا بخناق الكافرة. غير أن هذا لم يحدث؛ وواصلت سيمون، عبر الكونة المشبكة، همسها المتتابع المكتوم.
رحنا أنا والسير ادموند نتبادل نظرات التعجب والاستفهام عندما اتضح الأمر أخيرًا. راحت سيمون تداعب فخذها بروية وتفتح فرجها. كانت ترتعش اهتياجًًا راكعة على ركبة واحدة. وحسرت ثوبها كليًّا وهي تواصل اعترافها. حتى بدا لي أنها تفرك فرجها لبلوغ نشوتها.
دنوت منها على اصابع رجلي.
كانت سيمون تداعب نفسها بالفعل، ملتصقة بالحاجز الخشبي الذي يفصلها عن الراهب، متشنجة الأطراف، منفرجة الفخذين، وتفرك شعرتها بأصابعها. وكان بإمكاني، من حيث وقفت، أن ألمسها، فدسست كفّي في شقّ طيزها حتى لامست أصابعي حلقة الإست. وإذ ذاك سمعتها بوضوح وهي تقول:
- يا أبتي، لم أعترف بعد بالأدهى.
أعقب قولها صمت.
- الأدهى يا أبتي هو أنني، فيما أحادثك، أداعب نفسي لكي أبلغ نشوتي.
هنيهات سادتها هذه المرة وشوشات. ثم بصوت مسموع:
- إذا كنت لا تصدّق بإمكاني أن أبرهن لك.
- ونهضت سيمون، مفرجة شفري حيائها أمام كوة المحرب مفركة فرجها منتشية برهز خبير وسريع من يدها.
- إذا أيها الكاهن، صاحت سيمون وهي تضرب الحاجز بقبضتها الأخرى، ماذا تفعل في محربك؟ هل تستمنى أنت أيضًا؟
غير أن جوف المحراب بقي صامتًا.
- إذًا سأفتح.
في الداخل كان صاحب الرؤى مطرقًا يمسح بمنديله العرق المتصبب من جبينه. تحسست الفتاة جبّته فلم يحرك ساكنًا. رفعت الثوب الخشن الأسود واستلت من ثنياته ذكرًا منتصبًا زهري اللون: ولم يفعل سوى أنه ألقى برأسه إلى الوراء مكشرًا، ناظرًا من بين أسنانه. واستسلم لسيمون التي لقمت رأس قضيبه بفمها.
لبثنا أنا والسير ادموند ذاهلين جامدين بلا حراك. سمّرني الإعجاب بما رأى في مكاني. ولم أدر ماذا أفعل وإذا بالإنكليزي الغامض يقترب. وأبعد سيمون برفق؛ ثمّ ممسكًا بمعصم اليسروع المترحمين أخرجه من جحره ومدّوه سوية البلاط عند أقدامنا: كان الكائن الدنيء هامدًا وفمه مزبدًا على الأرض. فتعاونّا أنا والإنكليزي على حمله إلى داخل السكرستيا.
حاسرًا عن ذكره المرتخي، ممتقع الوجه، لم يبد الراهب أية مقاومة بل كان تنفسه ثقيلا؛ أجلسناه على الأريكة ذات الشكل الهندسي.
- أيها السادة، قال البائس، لا بدّ أنكم تعتقدون بأني منافق!
- لا، أجابه السير ادموند بنبرة حاسمة.
سألته سيمون:
- ما اسمك؟
- دون أمينادو، قال.
عندئذ صفعت سيمون الجيفة الكهنوتية، فانتصب ذكر الجيفة مجددًا. عريّت من ثيابها وقرفصت سيمون فوق كومة الثياب الملقاة على الأرض. وبالت عليها كما تفعل كلبة. ثمّ عمدت إلى خضّ قضيب الراهب ومصه. ونكت سيمون باستها.
كان السير ادموند يراقب المشهد بوجه محتقن. وتفحص بناظريه الصالة التي لذنا بها، فرأى مفتاحًا متدليًا من مسمار مثبت في الحائط.
- ما هذا المفتاح؟ سأل دون أمينادو.
وأدرك لما اعتور وجه الكاهن من قلق، إنه مفتاح بيت القربان.
لم تمض سوى لحظات عاد إثرها الانكليزي حاملًا حقة قربان مزركشة بنقوش ملائكة صغار عراة.
كان دون أمينادو يحدّق بثبات بوعاء الله هذا الذي وضع على الأرض؛ بدا وجهه الجميل الأبله ذاهلًا تعضّه أحيانًا عضعضات سيمون التي بها تستثير ذكره قيامًا.
بعد أن أوصد الانلكيزي الباب ودعّمه بما تيسر، راح يفتش الخزائن فوجد كأسًا كبيرة. ورجانا أن ندع البائس وشلأنه لبعض الوقت.
- أترين، قال مخاطبًا سيمون، ذاك القربان في حقّته وهذا الكأس الذي يسكب فيه النبيذ.
- تفوح منه رائحة المني، قالت وهي تتشمم قطع الخبز غير المختمر.
- تماما، أردف الانكليزي قائلًا، هذا القربان هو مني المسيح على هيئة قطع صغيرة من الكعك. أما النبيذ فيقول الرهبان أنه دم. لكنهم يخدعوننا. فلو كان حقًّا دمًا لشربوا نبيذًا أحمر؛ سوى أنهم يشربون نبيذًا أبيض لعلمهم بأنه بول.
بدا برهانه مقنعًا. استولت سيمون على الكأس وحملت أنا الحقّة: رعدة خفيفة سرت في بدن الدون أمينادو.
ضربته سيمون بقوّة على راسه بكعب الكاس، فأجفل قبل أن يُغمى عليه. ومصّت قضيبه مجددًا، فراح ينخر ويشخر كالمحموم. بلغت به ذروة اهتياج الحواس قالت:
- هذا ليس كلّ شيء، يجب أن تبوّل.
وصفعته مجددًا على الوجه.
تعرّت أمامه ورحت ألعب بفرجها.
كانت نظرات الانكليزي صارمة، شاخصة بعيني الأبله، فجرت الأمور دونما مشقة. ملأ دون أمينادو ببوله المتدفق الكأس الذي حملته سيمون تحت قضيبه.
- والآن، إشرب، قال السير ادموند.
وشرب البائس بنشوة عارمة.
ومضت سيمون قضيبه مجددًا، وراح يصرخ كالمفجوع من اللذة. وبحركة شيطانية قذف المبولة المقدسة فاصطدمت بالحائط مصدعة. وإذ أمسكت به أربعة سواعد مفرجة ساقيه طاوية جسمه وناخرًا مثل خنزير، أنزل منيه على القربان وقد وضعت سيمون الحقّة تحت ذكره وهي تخضّه.
قوائم ذباب
أرخينا الجيفة من بين أيدينا فسقطت على البلاط خبطًا. كنّا مستثارين بعزم واضح ومصحوب بكثير من النشوة. كان الكاهن وقد زال انتصابه منبطحًا سوية الأرض كأنه يعضّ عليها بأسنانه لشدّة عاره، فرغت خصيتاه وتقبضت أوتار بدنه لهول جريمته. وسمعناه يئن شاكيًا:
- يا لبؤس هذا الدنس...
وشكاوي أخرى لم نفهمها.
ركله السير ادموند برجله؛ فأجفل المسخ وصاح حنقًا. كان مظهره مضحكًا فضحكنا ملء أشداقنا.
- انهض، قال السير ادموند بنبرة آمرة، سوف تضاجع الفتاة.
- أيها الأشقياء، صاح الكاهن متوعدًا بصوته المخنوق، العدالة الإسبانية... السجن... المقصلة...
- لقد نسي أنه مينة، لاحظ السير ادموند.
تكشيرة ثم خوار حيوان، ثم:
... المقصلة... لي أنا أيضًا... ولكن لكم أنتم أولًا...
- أيها الأحمق أجاب الأنكليزي ساخرًا أولا؟! أتظن أن هناك "بعد"؟
حدّق الأبله بالسير ادموند؛ كأن وجهه الوسيم لا ينضح إلّا بسيماء البلاهة. غبطة غريبة جعلت فمه فاغرًا؛ رفع يديه مضمومتين وشخص إلى السماء بنظرات منتشية. وتمتم عندئذٍ بصوت خفيض متلاشٍ:
- ... الشهادة...
راود البائس رجاء خلاص، وبدت عيناه ملهمتين.
- أولا، سأقص عليك حكاية، قال السير ادموند، انت تعلم أن الذين يموتون شنقًا أو بالمقصلة، ينتعظون بشدّة لحظة اختناقهم وينزلون. ستكون إذًا شهيدًا ولكن بالمضاجعة.
انتفض الكاهن مذعورًا وحاول أن ينهض، لكن الإنكليزي عاجله بليّ ذراعه فرماه أرضًا.
لوى السير ادموند ذراعيه إلى الخلف، وكممت فمه بخرقه بعد أن أوثقت ساقيه بحزامي. ثبّت الانكليزي، وقد استلقى بدوره على الأرض، ذراعي الكاهن بيديه، كما ثبّت ساقيه بساقيه المضمومتين حولهما. أمّا أنا فركعت فوقه وأبقيت رأسه مثبتًا بين فخذي.
قال الانكليزي لسيمون:
- والآن امتطي جرن الكنيسة هذا.
شمّرت سيمون ثوبها وجلست على بطن الشهيد، فرجها بمحاذاة ذكره الرخو.
تابع الإنكليزي كلامه من تحت جسد الضحية:
- والآن شدّي على خناقه تحت جوزة العنق بالضبط: شدّي بقوّة وزيدي الضغط تدريجيًّا.
شدّت سيمون: سرت رعدة تشنج في ذلك الجسد المقيّد، وانتصب الذكر. أمسكته بيدي وأولجته في فرج سيمون، تابعت الضغط على العنق.
وبعنف راحت الفتاة تغمز فرجها، سكرى، حابسة القضيب المنتصب طيّ مهبلها. فتصلّب جسد الكاهن.
ثمّ شدّت بقوة حتى ارتعد جسم المائت برعشة عنيفة: وأحسّت بالمني يغمر فرجها. فترجّلت عنه، منهوكة، مرتعشة بنشوة غامرة.
لبثت سيمون على البلاط، عارية البطن، ومني الميت يقطر من شفري حيائها. استلقيت لأضاجعها بدوري. كنت مشلولا؛ كأن قواي قد استنفدت بهذا العشق المفرط وبموت الكاهن البائس. لم أشعر من قبل بمثل تلك الغبطة. فاكتفيت بأن أقبّل سيمون بفمها.
أرادت الفتاة أن ترى صنيعها وأبعدتني عنها لكي تنهض. فامتطيت الجثة العارية مجدّدًا، متفرّسة في الوجه ماسحة العرق عن الجبين. ذبابة تئز سابحة في فتحة شمس تغطُّ فوق الميت ثمّ تطير. ذبّتها بيدها وصاحت بغتة. فقد رأت مشهدًا غريبًا: الذبابة تحط على عين الميت، تنقل على مهل فوق مقلتها اللامعة. راحت سيمون تهزّ رأسها بعنف وقد صمّت أذنيها بكفّيها؛ ثم غرقت في هوّة من الأفكار.
مهما بدا الأمر، فلا حيلة لنا بما حصل. لو جاء بعض الفضوليين إلى حيث كنّا لما استرسلنا بفعلتنا إلى النهاية... ولكن لا بأس. حين انتبهت سيمون من سهوها، نهضت وانضمّت إلى السير ادموند الذي جلس مستندًا إلى الحائط. كان طنين الذبابة مازال مسموعًا.
- سير ادموند، قالت سيمون واضعة خدّها على كتفه. هل تفعل ما أريد؟
- أفعل... على الأرجح، قال الانكليزي.
اقتادتني إلى جنب الميت، وراكعة، فتحت الجفنين المطبقين على العين التي دبّت عليها ذبابة.
- أترى العين؟
- وبعد؟
- إنها بيضة، قالت ببساطة مفرطة.
قلت ملحاحًا بشيء من الاضطراب:
- إلى ماذا ترمين؟
- أريد أن ألهو بها.
- أجننت؟
بدت حاصرة عندما نهضت، فبدا عريها أشدّ عريًا؟
- اسمع يا سير ادموند، قالت، يجب أن تعطيني العين على الفور، هيّا لقتلعها.
لم يتردد السير ادموند، بل أخرج من محفظته مقصًا، وبرك أمام الميت على ركبتيه وراح يقصّ الجلد ثمّ دسّ أصابعه في تجويف العين وانتزع المقلة وانكبّ على قطع الأوتار العالقة بها. ووضع الكرة البيضاء الضغيرة في يد صديقتي.
رمقت الفظاعة بشيء من الضيق، لكنها لم تتردد لحظة واحدة. وراحت تداعب فخذيها مزلقة العين عليها. كان ملمس العين على البشرة ناعمًا... وفيه سمة مرعبة من صياح الديك.
ومع ذلك كانت سيمون مسترسلة بلهوها، تمرّخ العين في شق طيزها. ثمّ تمددت ورفعت ساقيها وفرجها. حاولت أن تثبّت الكرة بضمّ إليتها، لكنها سرعان ما انزلقت –مثل نواة بين الأصابع- وسقطت على بطن الميت.
جرّدني الانكليزي من ملابسي.
ارتميت على الفتاة وابتلع فرجها قضيبي. كنت أسرع الرهز منتشيًا: فدحرج الانكليزي العين بين جسدينا.
- دسها في استي... صاحت قائلة.
وضع السيد ادموند العين عند حلقة الاست وضغطها.
آخر الأمر، تركتني سيمون وأخذت العين من يد السيد ادموند وأدخلتها في فرجها. وجذبتني إليها عندئذ وقبّلتني بشبق مولجة لسانها في فمي حتى أنزلت: فتدفق مائي على شعرتها.
حالما نهضت فرقت ما بين فخذي سيمون: كانت مستلقية على جنبها؛ فوجدتني حيال –ما أحسب- أنني انتظرته منذ زمن بعيد –كمثل ما تنتظر المقصلة الرأس الذي ستقطعه. كانت عيناي، كما خيّل إليّ، قابلتين للانتصاب لشدّة الهول؛ ورأيت، فرج سيمون الأشقر عين مرسيل الزرقاء الشاحبة تحدق بي وتذرف دموعًا من بول. وجاءت قطرات المني الساخن طي الشعرة ليكسب هذه الرؤيا مسحة من الحزن المؤلم، أبقيت على فخذي سيمون منفرجتين كان البول الحارق يتدفق تحت العين على الفخذ الآخر...
متنكرين، أنا والسير ادموند بلحيتين سوداوين، وسيمون بقبعة مضحكة من الحديد الأسود المزركش بورود صفراء، غادرنا إشبيلية في سيارة أجرة. وبدّلنا تنكرنا عند مدخل مدينة أخرى. اجتزنا "روندا" متنكرين بأثواب كهنة إسبان، معتمرين قبعات قطنية سوداء، متلفعين بمشاملنا ومدخنين أنواعًا من السيكار الضخم؛ وسيمون بثوب راهبة يضفي عليها طلعة ملائكية لا توصف.
هكذا تنقلنا متخفين في أرجاء الأندلس، تلك البلاد الصفراء أرضًا وسماءً، آناء الليل اللامتناهي المغمور بالضياء، حيث كلّ يوم تتلبّس سيمون شخصية جديدة فاغتصبها، عند الظهيرة، على الأرض، وتحت الشمس المتعامدة، أمام عيني السير ادموند المحتنقتين.
في اليوم الرابع، اشترى الانكليزي يختًا في مضيق جبل طارق.
المصدر: جورج بتّاي، حكاية العين، ترجمة راجح مردان، منشورات الجمل، الطبعة الأولى 2001، ص57-72.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق